السواك وأهميته والحث عليه وحاله في الصيام
عبد الفتاح آدم المقدشي
والدليل على ان السواك من سنن الفطرة ما جاء في هذا الحديث .
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشَّارِبِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبْطِ، وحَلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ» . «قال زكريا: قال مُصعب: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المَضمضةَ » . [أخرجه مسلم (261)] رحمه الله.
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين
أما بعد
فأقول : يكفي لأهمية السواك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمنَّى أن تستاك أمته عند كل صلاة أو وضواء، وقد رواه الإمام أحمد (7513) والنسائي في " السنن الكبرى " (3027) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ، لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ ، ومَعَ كُلِّ وُضُوءٍ بِسِوَاكٍ ، وَلَأَخَّرْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ» ) . [حسنه الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع" برقم (5318)] .
وكأنه كاد أن يكون أمرٌ يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم ويوجبهم به لولا مخافة النبي صلى الله عليه وسلم أن يشق على أمته لأمرهم به.
وللسواك أهمية بالغة في الصحة ناهيك عن كونه نظافةً وجمالاً ولمعانًا يجذب الناس للتطلع إلى خلق الله الجميل في الأسنان.
ومن ذلك صحة الأسنان واللثة ومنه صحة اللوزتين ومنها صحة البطن لئلا ينفذ إليها ما يسبب أمراض ٍكقرحة المعدة والاثني عشر
وقد سبق المسلمون إلى العناية بنظافة الأسنان وغيرها كالرعاية بالنطافات الأخرى مثل سنن الفطرة والطب الوقائي كالتجنب في التغوط أو البول في الماء الراكد أو في الأماكن التي يستظل بها الناس والفرار من المجذوم والطاعون وأمثال ذلك. بينما الغرب منذ فترة قريبة التي كانوا يسمونها عصور الظلمات ولا يزالون في الظلمات لا يعرفون الاستحمام ولا السواك فضلا عن الاستنجاء بالماء بل ولا يزالون لا يستنجون ولا ينقون أجسامهم من النجاسات بالماء.اما البول فليس عندهم شيء إذا بالوا وقد لا يغسلون مذاكيرهم من المني فضلا عن الاغتسال من الجنابة.!!! مما يسبب ضررا بالغاً في الصحة عظيم.
والدليل على ان السواك من سنن الفطرة ما جاء في هذا الحديث .
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «عشْرٌ مِن الفِطرة: قصُّ الشَّارِبِ، وإعفاءُ اللِّحيةِ، والسِّواكُ، واستنشاقُ الماءِ، وقصُّ الأظفارِ، وغَسْلُ البَراجِمِ، ونَتْفُ الإبْطِ، وحَلْقُ العانةِ، وانتقاصُ الماءِ» . «قال زكريا: قال مُصعب: ونسيتُ العاشرةَ، إلَّا أن تكونَ المَضمضةَ » . [أخرجه مسلم (261)] رحمه الله.
إذاً نظافة الأسنان تقاوم وتحافظ هذه الأجهزة الآنفة الذكر التي أنعم الله عليك
ومن ذلك أن يشارك السواك بأن يفتح نفسيَّتك لما ينعم المرء بنفسٍ طيب من النظافة
ومنه أيضا أن تنغلق عنه الشياطين لكونهم لا يحبون أن يأتوا إلا إلى أماكن غير نظيفة.
بل في الحديث عن علي بن أبي طالب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ العبدَ إذا تَسَوَّكَ ثُمَّ قامَ يصلِّي ، قامَ المَلَكُ خلفَهُ ، فيستمعَ لقراءَتِه ، فَيَدْنُو مِنْهُ أوْ كَلِمَةً نَحْوَها حتى يَضَعَ فَاهُ على فيهِ ، فما يخرجُ من فيهِ شيءٌ مِنَ القرآنِ إلَّا صارَ في جَوْفِ المَلَكِ ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ»
[قال الألباني في : صحيح الترغيب:حسن ]
فلابد إذاً من إعداد هذا الجو المناسب للملائكة عند العبادة ويُستحى منهم ويناسب هذا الحديث ما ورد من منع أكل الثوم والبصل عند الصلاة وأنهم يتأذون ما يتأذى منه بنو آدم.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب السواك حباً شديدا حتى إنه كان ينظر إلى سواكٍ بيد عبد الرحمن بن أبي بكر وهو في حالة سكرات الموت ففهمت عائشة رضي الله عنها أنه يريده فأخذت منه فقضمت له ثم ناولته فجعل يستاك به.
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها كانت تقولُ: إ «نَّ مِن نِعَمِ اللهِ عليَّ أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُوفِّي في بَيتي، وفي يَومِي، وبين سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللهَ جمَع بين رِيقي ورِيقِه عند مَوتِه؛ دخَل عليَّ عبدُ الرَّحمنِ وبِيَدِه السِّواكُ، وأنا مُسنِدةٌ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَأيتُه ينظُرُ إليه، وعَرفتُ أنَّه يُحِبُّ السِّواكَ، فقُلتُ: آخُذُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلت: أُلَيِّنُه لك؟ فأشار برأسِه: أنْ نعَمْ، فليَّنْتُه، فأمَرَّه» [صحيح البخاري رحمه الله برقم : 4449 ]
وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دخَلَ بَيتَه بدأ بالسِّواكِ» [صحيح مسلم رحمه الله برقم : 253]
والغريب في الأمر أن يُضيِّعه أو يتساهل فيه أناس أقوياء أصحاء فيظهروا على أسنانٍ صفرةٍ أمام الناس وأمام خالقهم فيتأذى منه الناس في الجماعة في المسجد أو في غيره من الأماكن التي يجتمع فيه الناس.
وفي الحديث " عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ، مَرْضاةٌ للرَّبِّ» [رواه ابن حبان رحمه الله في صحيحه برقم : 1067] . .
ولكن لابد من فهم مسألة مهمة في السواك في الرمضان ألا وهي أن السواك لا يُذهب خلوف فم الصائم لثلاثة أسباب كما جاء في الحديث : " عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَرويه عن ربِّكم ، قال : ل «كلِّ عملٍ كفَّارةٌ ، والصومُ لي وأنا أَجزي به ، ولَخُلوفُ فمِ الصائمِ أطيَبُ عِندَ اللهِ من رِيحِ المِسكِ» [صحيح البخاري رحمه الله برقم : 7538 ]
السبب الأول : لأن هذا الريح تأتي من خلو البطن وإنما هو بخار يتبخر من البطن وليس شيئا له علاقة بالفم
والسبب الثاني : جاء في الحديث " أطيب عند الله " إذا ليس شيئاً تصنعه بيدك أنت
السبب الثاني : لا دليل قولي ولا فعلي صريح من النبي صلى الله عليه وسلم يمنع من استعمال السواك في أي وقت من الأوقات لا في رمضان ولا في غيره فتبقى سنة السواك على أصلها مستحبة في كل الأوقات.
والله أعلم
وتحريج الأحاديث مأخوذ من شبكة الدرر السنية جزاهم الله خيرا.
أبو عبد الله
عبد الفتاح آدم المقدشي