وشاورهم في الأمر

منذ 2018-06-21

الرأي الذي يأتى واليد مرتعشة ليس رأياً ولكنه نفاق مغلف لا يحقق شىء لأنه لم يأتي بجديد  لن تنجح إدارة لأي عمل والمتشاورون فيه منافقون نفعيون

قال تعالى ( {وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله} )
لم أجد في حياتي أثناء عملي مع أي قيادة ناجحة شىء يحق النجاح للفريق ككل ولأفراده إلا (الشورى) ولم أجد قيادة فاشلة تستخدم (الشورى) في طريقة عملها ولكنها تعتمد على فرض الرأي والأعتزاز بفكرتها التي تتبناها بدون مشورة مسبقة لتبنى هذه الفكرة 
صاحب الرأي الواحد : مستحيل أن يحقق أي نجاحاً مهما تبناه حتى ولو حاصل علي أعلي الشهادات العلمية مادام الأحساس الداخلي لصاحب الرأي أنه عبقري النزعة ويهوى (الأنا) والأنتفاخ الذاتي بدون مبشرات
فلو أنا جلست مع مجموعة علمية وصاحبة منطق ولها رؤية حتي ولو مختلفة ممكن نصل إلي تحقيق إحدى هذه الروىء المناسبة مادام الكل مجمع علي المصلحة العامة للجميع فإذا عزم الجميع للأصلاح وتوكلوا علي الله نجحت قيادتهم ونجحوا بها 
الرسول يشاور أصحابه : في غزوة بدر
عندما اختار الرسول(صلى الله عليه وسلم) مكان نزول الجيش، نزل عن رأيه صلى الله عليه وسلم، وقدم رأي أعلم الصحابة بالعلوم “الحباب بن المنذر بن الجموح” إذ قال: يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلاأنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا فنملؤهماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أشرت بالرأي. فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الناس، فسار حتى إذا أتى أدنى ماء من القوم نزل عليه، ثم أمر بالقلب فغورت، وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه، فملئ ماء، ثم قذفوا فيه الآنية)
أمرأة بلقيس شاورت مجلسها :
قال تعالي «قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30)أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِين (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ(32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِين»
هناك فارق بين الحالتين الرسول علاقته بالصحابة علاقة حب في الله ولذلك الصحابة يعرضوا رأيهم بدون خوف علي أنفسهم من رسول الله أما الملكة بلقيس ومجلسها لم يعرضوا رأياً ولكنهم أعتمدوا علي قوتهم ومَنعتهم وإذكاء فرضية الرأي المعتمد علي القوة للملكة فقط
الرأي الذي يأتى واليد مرتعشة ليس رأياً ولكنه نفاق مغلف لا يحقق شىء لأنه لم يأتي بجديد 
لن تنجح إدارة لأي عمل والمتشاورون فيه منافقون نفعيون 
والله أعلم

أ- جمال جبر

  • 4
  • 0
  • 20,924

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً