إن في صدورهم إلا كبر
أبو الهيثم محمد درويش
{ {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } } [غافر 56]
- التصنيفات: التفسير -
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ} :
ما منع المشوهين المحاربين لكلمات الله عبر التاريخ إلا كبر في صدورهم و غل على المؤمنين وحقد و حسد على نور الله و من تبعه.
يجادلون تارة لإثبات الذات و إعلاء الأنا وأخرى لحب الظهور , وثالثة للحط من قدر المؤمنين و رابعة لأنهم لا يرجون لله وقاراً و خامسة و سادسة و غيرها لتنوع أمراض قلوبهم وفسادها.
وكل ما على المؤمن إزاء هذه الحرب أن يثبت على أمر الله و يتمسك بهديه و يستعذ به من شر شياطين الإنس و الجن المتعاونين على حرب الله و كلماته و أوليائه.
قال تعالى:
{ {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } } [غافر 56]
يخبر تعالى أن من جادل في آياته ليبطلها بالباطل، بغير بينة من أمره ولا حجة، إن هذا صادر من كبر في صدورهم على الحق وعلى من جاء به، يريدون الاستعلاء عليه بما معهم من الباطل، فهذا قصدهم ومرادهم.
ولكن هذا لا يتم لهم وليسوا ببالغيه، فهذا نص صريح، وبشارة، بأن كل من جادل الحق أنه مغلوب، وكل من تكبر عليه فهو في نهايته ذليل.
{ { فَاسْتَعِذْ} } أي: اعتصم والجأ { {بِاللَّهِ} } ولم يذكر ما يستعيذ، إرادة للعموم. أي: استعذ بالله من الكبر الذي يوجب التكبر على الحق، واستعذ بالله من شياطين الإنس والجن، واستعذ بالله من جميع الشرور.
{ {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ} } لجميع الأصوات على اختلافها، { {الْبَصِيرُ } } بجميع المرئيات، بأي محل وموضع وزمان كانت.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن