وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون
أبو الهيثم محمد درويش
وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ
- التصنيفات: التفسير -
{وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } :
لم يترك سبحانه عباده هملاً بلا دليل يدلهم عليه , بل تضافرت أدلة الفطرة والعقل والحس , ثم اكتملت بالرسل والرسالات التي أرسلها سبحانه واضحة إلى أهل الأرض لتهديهم صراطه المستقيم, وقد تواترت أخبار الرسل عبر التاريخ وتواترت كذلك أخبار أقوامهم بين مكذب لهم "وهم النسبة الأكبر" وبين مصدق متبع "وهم قلة عبر التاريخ" , كما مضت سنة الله في إهلاك المجرمين بعد إمهالهم وقيام الحجة الرسالية عليهم.
قال تعالى:
{وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} [الزخرف 6-8]
يقول تعالى: إن هذه سنتنا في الخلق، أن لا نتركهم هملا، فكم { {أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ } } يأمرونهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، ولم يزل التكذيب موجودا في الأمم.
{ {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} } جحدا لما جاء به، وتكبرا على الحق.
{ {فَأَهْلَكْنَا أَشَدّ} } من هؤلاء { {بَطْشًا} } أي: قوة وأفعالا وآثارا في الأرض، { {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ } } أي: مضت أمثالهم وأخبارهم، وبينا لكم منها ما فيه عبرة ومزدجر عن التكذيب والإنكار.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن