مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم اهلكناهم
إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
{أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ} :
يجترئ المعاندون ويصرون على مزاعمهم بإنكار البعث والنشور , ويقولون إن هي إلا موتة واحدة فقط ثم لا بعث ولا نشور , ثم يطالبون الرسول صلى الله عليه وسلم بإحياء الآباء والأجداد أمام أعينهم كبرهان على صدق دعوته , وكأنهم أمنوا عقاب الله وعذابه باعتقادهم عدم قدرة الله على إحياء الموتى , ولم يسألوا أنفسهم من أين أتوا و من خلقهم ابتداءً؟؟؟؟ وهل هم أفضل من تلك الأمم التي كذبت رسلها وعاندت ربها فأهلكهم الله ولازالت أخبارهم معلومة لديهم؟؟؟!!!
قال تعالى:
{ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ * فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ } [ الدخان 34-37]
قال السعدي في تفسيره:
يخبر تعالى { {إِنَّ هَؤُلَاءِ} } المكذبين يقولون مستبعدين للبعث والنشور: { {إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ} } أي: ما هي إلا الحياة الدنيا فلا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار. ثم قالوا -متجرئين على ربهم معجزين له-: { {فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} } وهذا من اقتراح الجهلة المعاندين في مكان سحيق، فأي ملازمة بين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه متوقف على الإتيان بآبائهم؟ فإن الآيات قد قامت على صدق ما جاءهم به وتواترت تواترا عظيما من كل وجه.
قال تعالى: { {أَهُمْ خَيْرٌ} } أي: هؤلاء المخاطبون { {أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} } فإنهم ليسوا خيرا منهم وقد اشتركوا في الإجرام فليتوقعوا من الهلاك ما أصاب إخوانهم المجرمين.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: