تعصبك قد يعميك
التقليد الأعمى والتعصب قد يودي بصاحبه إلى جهنم لو أصر على عناد الله والكفر بسبب التقليد أو التقليد في معصية أو متابعة المجتمع في مخالفة واضحة للشرع أو التقيد بخطأ وقع فيه شيخ
على المسلم أن يحذر من مسببات الهلاك .
ومن تلك المسببات التي انتشرت في زماننا : التعصب والتقليد الأعمى حتى لو كان في كفر أو معصية أو مخالفة صريحة.
التقليد الأعمى والتعصب قد يودي بصاحبه إلى جهنم لو أصر على عناد الله والكفر بسبب التقليد أو التقليد في معصية أو متابعة المجتمع في مخالفة واضحة للشرع أو التقيد بخطأ وقع فيه شيخ و التعصب للخطأ حتى لو تبين الصواب .
قال ابن القيم رحمه الله
وتعر من ثوبين من يلبسهما ... يلقى الردى بمذمة وهوان
ثوب من الجهل المركب فوقه ... ثوب التعصب بئست الثوبان
وتحل بالإنصاف أفخر حلة ... زينت بها الأعطاف والكتفان
قال ابن عبد البر بعدما سرد الآيات التي فيها ذم التقليد كقوله تعالى:
- {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} [البقرة: 166-167] - وقوله: {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: 52-53]
وقوله: {إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا} [الأحزاب: 67].
قال: (وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد، ولم يمنعهم كفر أولئك من جهة الاحتجاج بها؛ لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد، كما لو قُلِّد رجل فكفر، وقُلِّد آخر فأذنب، وقُلِّد آخر في مسألة دنياه فأخطأ وجهها، كان كلُّ واحد ملومًا على التقليد بغير حجة؛ لأنَّ كلَّ ذلك تقليد يشبه بعضه بعضًا، وإن اختلفت الآثام فيه.
جامع بيان العلم وفضله.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: