وصف البلغاء والحكماء للحسد
الحاسد إذا رأى نعمة بهت، وإذا رأى عثرة شمت
قد أكثر الكتاب والبلغاء والحكماء من وصف الحسد والتحذير منه، وما ذاك إلا لشديد قبحه ودناءته؛ ومن ذلك:
قال بعض الحكماء:
ما أمحق للإيمان، ولا أهتك للستر، من الحسد، وذلك أنَّ الحاسد معاند لحكم الله، باغٍ على عباده، عاتٍ على ربه، يعتدُّ نعم الله نقمًا، ومزيده غيرًا، وعدل قضائه حيفًا ، للناس حال وله حال، ليس يهدأ ولا ينام جشعه، ولا ينفعه عيشه، محتقر لنعم الله عليه، متسخط ما جرت به أقداره، لا يبرد غليله ، ولا تؤمن غوائله ؛ إن سالمته وَتَرك ، وإن واصلته قطعك، وإن صرمته سبقك. [ابن عبد ربه - العقد الفريد]
وسئل بعض الحكماء: أي أعدائك لا تحبُّ أن يعود لك صديقًا؟ قال: (الحاسد الذي لا يرده إلى مودتي إلا زوال نعمتي) [ابن عبد ربه - العقد الفريد]
وقيل: (من صغر الهمة الحسد للصديق على النعمة) .
وقيل: (ليس من الحسد سرور) .
وقيل: (من علامات الحاسد أن يتملق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة إذا نزلت) .
وقيل: (الحاسد إذا رأى نعمة بهت، وإذا رأى عثرة شمت) .
وقيل: (الحاسد يعمى عن محاسن الصبح) .
وقيل: (الناس حاسد ومحسود، ولكل نعمة حسود)
- التصنيف:
- المصدر: