أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم

أبو الهيثم محمد درويش

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ

  • التصنيفات: التفسير -

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ} :

المآلات النهائية لقصة الدنيا ومن فيها تمثل نتائج الاختبارات التي لا إعادة لها :

فريق آمن إيمانا صحيحا لم يداخله شرك وعمل صالحاً بفعل الأوامر والانتهاء عن المحرمات ففاز فوزاً عظيما لا خسارة بعده أبداً.

وفريق أعرض عن كلمات الله فلم يفعل ما أمر وولغ فيما حرم ولم يتب أو يرجع حتى حان أجله ولقي ربه ظالماً لنفسه باستكباره وعناده.

قال تعالى :

{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ * وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ} . { 30-31 }

قال السعدي في تفسيره:فصل الله مآل الفريقين فقال: { {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} } إيمانا صحيحا وصدقوا إيمانهم بالأعمال الصالحة من واجبات ومستحبات { {فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ} } التي محلها الجنة وما فيها من النعيم المقيم والعيش السليم، { ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ } أي: المفاز والنجاة والربح والفلاح الواضح البين الذي إذا حصل للعبد حصل له كل خير واندفع عنه كل شر.

{ {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} } بالله فيقال لهم توبيخا وتقريعا: { {أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} } وقد دلتكم على ما فيه صلاحكم ونهتكم عما فيه ضرركم وهي أكبر نعمة وصلت إليكم لو وفقتم لها، ولكن استكبرتم عنها وأعرضتم وكفرتم بها فجنيتم أكبر جناية وأجرمتم أشد الجرم فاليوم تجزون ما كنتم تعملون.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن