‏الوسائل المعينة على التَّخلُّص مِن خُبْث النَّفس

منذ 2018-10-02

وما هذه الأخلاق إلَّا طبائع فمنهنَّ محمود ومنهنَّ مذمَّم ولن يستطيع الدَّهر تغيير خُلُقه لئيم ولن يستطيعه متكرم

 

هل يستطيع أن يغيِّر خَبِيث النَّفس طبعه؟

يرى المناويُّ أنَّ مَن تمحَّضت فيه مادَّة الخُبْث لا مطمع في تبدُّله، فيقول: (يقال: إذا حُدِّثت أنَّ جبلًا زال عن مكانه فصدِّق، وإذا حُدِّثت أنَّ رجلًا زال عن خُلُقِه فلا تصدِّق؛ وذلك لأنَّ مَن تمحَّضت فيه مادَّة الخُبْث، فقد طُبِع على الخُلُق المذموم، الذي لا مطمع في تبدُّله، ومَن تمحَّضت فيه مادَّة الطِّيب، فقد طُبِع على الخُلُق الحسن المحمود، الذي لا مطمع في تبدُّله. قال الشَّريف السَّمهودي: وقد جرَّبت مصداقه الآن، فكم أظهر الواحد منهم التَّوبة عن أخلاقٍ ذميمةٍ بعد بذل الجهد في أسباب إزالتها، ثمَّ نكص على عقبيه ، راجعًا لما كان عليه؛ لاقتضاء خبثهم المستحكم، وعظيم بغضهم لأهل الخير.

وأنشد بعضهم:

وما هذه الأخلاق إلَّا طبائع

فمنهنَّ محمود ومنهنَّ مذمَّم

ولن يستطيع الدَّهر تغيير خُلُقه

لئيم ولن يستطيعه متكرم

 

ولكن مَن اجتهد وجاهد نفسه على التَّخلُّق بالأخلاق الفاضلة، يستطيع أن يعوِّد نفسه عليها؛ وعليه أن يأخذ بالأسباب والوسائل التي تعين على التَّخلُّص مِن هذا الخُلُق، وهي كثيرة، ومِن هذه الوسائل:

1 - الدُّعاء بأن يرفع الله منه هذا الخُلُق السَّيِّئ:

والدُّعاء مِن أقوى الأسباب المعينة للتَّخلُّص مِن هذه الصِّفة المذمومة.

2 - الرَّغبة في الأجر والثَّواب الذي يحصل بسبب سلامة الصَّدر:

وقد جاء الحديث في فضل سلامة الصدر ونقاء الطوية، من كون صاحبها من أهل الجنة.

3 - أن يجاهد نفسه على أن يكون نقيَّ القلب:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله! أيُّ النَّاس أفضل؟ قال: ((كلُّ مَخْمُوم القلب صدوق اللِّسان، قالوا: صدوق اللِّسان نعرفه، فما مَخْمُوم القلب؟ قال: هو التَّقيُّ، النَّقيُّ، لا إثم فيه، ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ، ولا حَسَدَ)) صححه الألباني.

4 - التَّربية منذ الصِّغر على حبِّ الخير للنَّاس.

5 - مصاحبة أهل الخير وذوي الأخلاق الفاضلة.

6- ذكر الله والحفاظ على الطاعات:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل، فارقد، فإن استيقظ فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)) متفق عليه

7- معرفة أن دخول الجنة متعلق بطهارة النفس وصفائها من الخبث:

وأنه لن يدخل الجنة من دنست نفسه بهذه الصفة، وأن من أصابته لوثة خبث وضع في النار؛ حتى يطهر ويصفو ثم يدخل الجنة بعد ذلك.

قال ابن تيمية: (فالنفوس الخبيثة لا تصلح أن تكون في الجنة الطيبة التي ليس فيها من الخبث شيء، فإن ذلك موجب للفساد، أو غير ممكن.

بل إذا كان في النفس خبث طهرت وهذبت، حتى تصلح لسكنى الجنة) .

8- اجتناب الخبيث في المطعم والمشرب والدواء:

ومن ذلك ما جاء عن رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ وَمَهْرُ الْبَغِىِّ خَبِيثٌ وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ)) رواه مسلم .

ونهى عن الدواء الخبيث. (ولا ريب أن الحرام والنجس خبيثان)

الدرر السنية

  • 3
  • 0
  • 10,273

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً