لسان الصدق
ما الذي أعطى تلك المصنفات ذلك القبول؟ لا أزكي على الله إنسان لكني أحسب أن لهم حالا مع ربهم لا نعلمه وهو حسيبهم
"رياض الصالحين"
"فقه السنة"
"الرحيق المختوم"
وأخيرا وليس آخرا "حصن المسلم"
دوما كانت تلك الكتب تحيرني
ربما لا تكون أحاديثها هي الأصح من أشباهها في المواضيع والتبويب
وربما لا تكون خيارات أصحابها هي الأرجح بإطلاق
وربما لا يكون أصحابها هم الأحسن بيانا والأفصح لسانا والأعظم بلاغة
لكن العجيب أنه لا يكاد يخلو بيت مسلم منها أو من بعضها أو على الأقل أحدها
أهو تسويق؟
بعضها لم يشهد ذلك المصطلح أصلا عند خروجه
هل هو أسلوب إثاري جذاب ومشوق لدى النووي وسيد سابق والمباركفوري وسعيد بن وهف القحطاني؟
بعضهم لم يخط كلاما من عنده أصلا اللهم إلا تبويبا وعنونة ومن فعل فأسلوب علمي رصين لا يحوي لمحة إثارة أو تشويق
ما الأمر إذاً؟
ما الذي أعطى تلك المصنفات ذلك القبول؟
لا أزكي على الله إنسان لكني أحسب أن لهم حالا مع ربهم لا نعلمه وهو حسيبهم
أحسب أنها لحظة صدق ولمحة إخلاص أدت لمحبة منه سبحانه
وهو إذا أحب غرس القبول في الأرض وجعل لمن أحب ذلك اللسان في الآخرين
لسان الصدق
اليوم تُوفي صاحب أصغر تلك الكتب حجما لكنه ليس أصغرها أثرا فهو يحوي ما هو أكبر
يحوي ذكراً
"وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ"
للرجل مصنفات كثيرة في شتى فروع العلم الشرعي لعل أقصرها متنا هو ما اشتهر به
حصن المسلم
في حياته واليوم عند وفاته وتلك الدعوات الجارفة والحب الهائل الذي جهر به الآلاف ممن يعرفونه ويذكرونه كما ذَكَّرَهم ربهم = كان ولا زال يعلمنا
يعلمنا وأمثاله ألا نحقر خيرا أبدا وإن قل
وأنَّا لا ندري أبدا أيا من أعمالنا وأقوالنا وأفعالنا سيكتب له القبول والنفع
وأن المعيار ليس فقط الغزارة وحسن البيان
المعيار مختلف ولا يعرف حقيقته إلا من يعلم السر وأخفى ويطلع على الأنفس وما تحويه الصدور
ويعلمنا أنما علينا البلاغ وعليه القبول وبيده النفع
رحم الله الشيخ سعيد بن وهف وجعل له حيث هو الآن وما بعده نصيبا من اسمه وجعل له بحصنه الذي شيد حصنا وملاذا من النار وآجره بكل حرف علمنا أن نذكر به ربنا جل شأنه
وجعل له ولنا معه لسان صدق في الآخرين
- التصنيف: