أنت الصاحب
محمد علي يوسف
ومن لا تستحيي من ظهور ضعفك أمامه وتعلم يقينا أنه لن يحقرك لذلك
- التصنيفات: الآداب والأخلاق -
معارفك كُثُر
رفقاء درب وزملاء عمل ودراسة وأقارب وجيران..
كثيرون هم من حولك بلا شك
وكثير منهم من تألفهم ويألفونك
لكن من تحبهم وتجد في قلبك قبولا وميلا لهم ليسوا بالكثرة ذاتها
إلا إنهم أيضا ليسوا بتلك الندرة
تستطيع أن تعد منهم وفرة إن طُلب منك ذلك
لكن ماذا عمن يمكنك وصفه بأنه يحمل ذلك الوصف القرآني؟
صديق حميم
إلف روحك وصنو فؤادك
خليلك وصاحبك
تلك هي وربي الندرة بعينها
من تستطيع أن تتحدث معه لساعات دون أن تملّ أو يملّ هو
من لن تحتاج كثيرا للوصف والتفصيل لبيان أمر سيدرك مقصدك فيه بمجرد الإشارة
ومن لن يسارع لامتطاء سوء الظن إن زللت في العبارة
من تفكر فيه مباشرة حين تحتاج إلى البوح بما يجيش به صدرك
ومن لا تستحيي من ظهور ضعفك أمامه وتعلم يقينا أنه لن يحقرك لذلك
وهو من تعلم جيدا أنك قادر على الاتكاء عليه إن احتجت تماما كما سيسارع منكبك لدعمه إن احتاج
إن وجدت هذا بين البشر فتلك وربي نعمة ربما لن تدرك قدرها كمن حُرمها وتاقت نفسه إليها
وإن لم ترزق بمثلها فلا تحزن
لعلها تخلية لقلبك وروحك لتنعم بولاية ومودة وقرب ومعية ليس كمثلها بين المخلوقين شيئ
معية من دعاه رسوله فقال: اللهم أنت الصاحب في السفر
تأمل مرة أخرى بما يناديه
أنت الصاحب..
فاللهم ارزقنا