يا (حمزة الخطيب): يا بني باستشهادك حررت سوريا
منذ 2011-06-21
يا "حمزة": لن أبكيك رغم هول صورة جسدك الطاهر البريء ـ ذي الثلاثة عشر عاماًـ وفيه ما فيه من شواهد تعذيب وصعق وضرب وسحل وتمثيل وطلقات رصاص في صدرك ويديك.
ناصر أحمد سنة
يا "حمزة": لن أبكيك، وإن كان القلب يدمي لفراقك.
يا "حمزة": لن أبكيك رغم هول صورة جسدك الطاهر البريء ـ ذي الثلاثة عشر عاماًـ وفيه ما فيه من شواهد تعذيب وصعق وضرب وسحل وتمثيل وطلقات رصاص في صدرك ويديك.
يا "حمزة": لن أكتب سطوراً في رثائك، بل رثاء من اعتقلوك وعذبوك وقتلوك ومثلوا بجثتك البريئة، بكل هذه الوحشية التي لم تترك للذئاب والضباع شيئاً لتفعله فوق ذلك.
يا "حمزة": يا بني، إن رصاصات الغدر قتلت "محمد الدرة" بين يدي والده، فقام العالم يدين مجازر الصهاينة الأوغاد بحق الأطفال والشيوخ والنساء.
يا "حمزة": لقد فعلوا بك ـ ولعلك لن تكون الأخير ـ أكثر مما فعل الصهاينة بـ "الدرة"، وكلهم في الغدر والقتل والتعذيب والبطش والقهر.. والاحتلال والاستخراب سواء.
يا"حمزة": طالبت بالحرية لتحرير القدس وفلسطين والأمة جمعاء، فكانوا أسوداً عليك، وهم في الحروب، ضد الصهاينة وغيرهم، نعامة.
يا بني: لقد سطرت أنت ـ بدمائك وجثتك المستباحةـ ومن قبلك عشرات المئات من الشباب والأطفال والرجال والنساء في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها أنصع صفحات التاريخ العربي.
يا بني: دع الطغاة وأذنابهم وفرق موتهم وشبيحتهم، ومرتزقتهم وبلاطجتهم يثملون من شرب دماء الشعب العربي، فالحرية ثمنها نفيس، والخفافيش مصاصي الدماء لا ترتوي، لكن الشعب العربي باقِِ عازم على كنس هؤلاء وغيرهم، فهم إلى زوال، وغداً القصاص.
يا بني: إن كنا قد "هرمنا ـ كما قال أحمد الحفناوي ـ من أجل هذه اللحظة التاريخية".. فها قد جاءت ـ بفضل الله ومنته على هذه الأمةـ ثم بدمائكم وتضحياتكم، بعزيمتكم وإرادتكم وإصراركم على الحرية والتحرر والانعتاق من أسار ذل وقهر واستبداد وفساد وإفساد هذه النظم ـ التي ترفع شعار الوطنية والقومية والوحدة والعروبة والديمقراطية الخ ـ على مدار عقود.
يا "حمزة".. يا بني: إن لأرجو أن يكون لك ـ على درب الشهادة والتضحية والفداء ـ من اسم وشخص جدك الكبير "أسد الله ".. "حمزة بن عبد المطلب"، - رضي الله عنه - عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نصيب.
يا بني، يا فلذة الكبد: لقد مُثل بجسد جدك، "حمزة بن عبد المطلب"، - رضي الله عنه -، في "أحد"، وبقر بطنه وجدع انفه وأذناه، ولاكوا كبده الشريف، فأنت خلَف لخير سلف، ومعركة الحق في بدر الكبرى، وأحد والخندق وخيبر، وبني قريظة وتبوك، والقادسية وحطين وعين جالوت، ضد الباطل، ضد الطغاة والمستكبرين والمتجبرين والفاسدين المفسدين في قصورهم في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها.. واحدة متصلة مستمرة إلي يوم القيامة.
يا بني: أني لأفتخر أن أنتسب لك أباً، فهل تقبل أن تكون لمثلي ابناً؟؟.
فيا بني، يا حمزة: نم قرير العين، فباستشهادك ـ يا قرة العين ـ حررت سوريا، وحررت الأمة العربية الإسلامية، وبت في ضمير العالم، وفي ذاكرة تاريخه الناصع، من أجل الحرية والتحرر.
المصدر: ناصر أحمد سنة - موقع المختار الإسلامي
- التصنيف: