إياك ان تقترب من الفتنة وابتعد عنها
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها
لا أدري كيف أبد كلامي أو بماذا أصف من يتفنن في انتهاك الحُرُمات والمحارم ويدعون الى الافساد في المجتمع !!!
ولا أدري بماذا أصف من يستهين بالأعمال القبيحة والتحريض على العنف !!!
ولا أدري بماذا أصف من يتلاعب بالأعراض ويسعى لأشعال الفتن وإشاعة الفوضى ولو على إراقة دماء الابرياء اعلم يا اخي المؤمن ويا أختي المؤمنة ان القرب من الفتن سبب للوقوع فيها والبعد عنها سبب للسلامة والعصمة منها . ولذلك لذلك اخبرنا النبي ان خير الناس من جانب الفتن وأبتعد عنها : عن ابي هريرة رضي الله عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( «سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ » ) [رواه الشيخان]
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض : فأعلاهم خطراً الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ثم من يكون مع النظَّارة [ يعني : مع المتفرجين ] ولا يقاتل وهو القاعد ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم . وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . فمنع وقوع الفتن اسهل من رفعها بعدما تقع .
يقول ابن رجب رحمه الله في كتابه القواعد: ( المنع أسهل من الرفع، والاستدامة أقوى من الابتداء ) ومعنى ذلك ان منع الشيء ابتداءً أسهل من رفعه ومنها الفتن فمنعها والوقوع فيها اسهل من رفعها لذلك قال شيخ الاسلام : " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء وهذا شأن الفتن .
كما قال تعالى ( {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} ) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله " وقد حذرنا الله من اتباع الهوى فهو اصل الضلال عن الهدى . قال سبحانه : ( { وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} }ص26
( أخي المسلم أختي المسلمة )
اياكم والفتن واحذرو أن تكونوا من أصاحب السعى فيها أو إليها أوتشاركوا الداعين لها فان الجزاء من جنس العمل.
كتبه/الشيخ غنايم ممدوح
- التصنيف: