إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً
أبو الهيثم محمد درويش
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
- التصنيفات: التفسير -
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} :
أرسل الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم شاهداً على وحدانيته شاهداً على أمته شاهداً على المؤمنين شاهداً على الكافرين المعاندين المستكبرين والبدلين والمتكاسلين, شاهداً على قضايا الحق شاهداً على ادعاءات الباطل.
مبشراً كل مؤمن متبع ببشريات المغفرة والرضوان ومنذراً ومحذراً كل معاند مستكبر من مغبة العناد والعصيان.
وكما أرسله سبحانه وجعله شاهداً على الله وشاهداً على العباد , طالب سبحانه المؤمنين بكمال الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم وبرسالته وتبليغها للناس فالأمة كلها مبعوثة مع رسولها صلى الله عليه وسلم بالهدى والنور والحق المبين , وطالبهم أيضاً بتعظيمه وتوقيره صلى الله عليه وسلم كما طالبهم بتسبيح ربهم وذكره وشكره وحسن عبادته وإقام الصلاة سائر اليوم بدءاً من البكرة وحتى مغيب الشمس ودخول الليل.
قال تعالى :
{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }[الفتح 8-9]
قال السعدي في تفسيره:
أي: { {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ } } أيها الرسول الكريم { {شَاهِدًا } } لأمتك بما فعلوه من خير وشر، وشاهدا على المقالات والمسائل، حقها وباطلها، وشاهدا لله تعالى بالوحدانية والانفراد بالكمال من كل وجه، { {وَمُبَشِّرًا } } من أطاعك وأطاع الله بالثواب الدنيوي والديني والأخروي، ومنذرا من عصى الله بالعقاب العاجل والآجل، ومن تمام البشارة والنذارة، بيان الأعمال والأخلاق التي يبشر بها وينذر، فهو المبين للخير والشر، والسعادة والشقاوة، والحق من الباطل، ولهذا رتب على ذلك قوله: { { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} }
أي: بسبب دعوة الرسول لكم، وتعليمه لكم ما ينفعكم، أرسلناه لتقوموا بالإيمان بالله ورسوله، المستلزم ذلك لطاعتهما في جميع الأمور.
{ { وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } } أي: تعزروا الرسول صلى الله عليه وسلم وتوقروه أي: تعظموه وتجلوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم، { { وَتُسَبِّحُوهُ } } أي: تسبحوا لله { { بُكْرَةً وَأَصِيلًا } } أول النهار وآخره، فذكر الله في هذه الآية الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو الإيمان بهما، والمختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، والمختص بالله، وهو التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن