الوسائل المعينة على التخلص من قسوة القلب:المقال الثاني

منذ 2018-11-14

عن سعيد بن جبير قال: (لو فارق ذكر الموت قلبي خشيت أن يفسد عليَّ قلبي)   .

5- تذكر الموت وزيارة القبور:
وعن سعيد بن جبير قال: (لو فارق ذكر الموت قلبي خشيت أن يفسد عليَّ قلبي)   .
كان سفيان الثوري: (لا ينام إلَّا في أوَّل اللَّيل، ثمَّ ينتفض فزعًا، مرعوبًا، ينادي: النَّار، شغلني ذكر النَّار عن النَّوم والشَّهوات)   .
قال المناوي: (من أعظم أدوية قسوة القلوب، زيارة القبور، وتأمل حال المقبور، وما بعده من البعث والنشور، الباعث على ذكر هاذم اللذات، ومفرق الجماعات، وكذا مشاهدة المحتضرين، وتغسيل الموتى والصلاة على الجنائز، فإن في ذلك موعظة بليغة)   . 
6- مصاحبة الصالحين، ومجالستهم، وقراءة سير السلف الصالح:
قال تعالى:  {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}  [الكهف: 25].
وقال تعالى:  {الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ}  [الزخرف: 67].
ومصاحبة الصالحين كلها خير، يذكِّرون بالله، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويعلِّمون الجاهل، وسبب في مغفرة الذنوب، كما في حديث أبي هريرة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (( «إنَّ لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة، فضلًا يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف  بعضهم بعضًا بأجنحتهم، حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عزَّ وجلَّ، وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك، قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطَّاء، إنما مرَّ فجلس معهم، قال: فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم» )) [رواه مسلم]   .
قال ابن الجوزي: (ينبغي للمنفرد لطاعة الله تعالى عن الخلق أن يجعل خلوته أنيسه، والنظر في سير السلف جليسه)   . 
7– الإحسان إلى الضعفاء:
قال تعالى:  {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}  [القصص: 77].
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلًا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه قال: (( «إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح برأس اليتيم» ))  [حسنه الألباني]  .
قال مالك بن دينار: (المؤمن كريم في كل حالة، لا يحب أن يؤذي جاره، ولا يفتقر أحد من أقربائه، وهو والله مع ذلك غني القلب، لا يملك من الدنيا شيئا،..إن أتاه منها شيء فرقه، وإن زوي عنه كل شيء فيها لم يطلبه قال: ثم يبكي ويقول: هذا والله الكرم، هذا والله الكرم)   .
8- زيارة المرضى:
عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني» [رواه البخاري ] .
عن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من عاد مريضًا لم يزل في خرفة الجنة، قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها))  [مسلم]  .
قال ابن عثيمين: (في ذلك تذكير للعائد بنعمة الله عليه بالصحة؛ لأنه إذا رأى هذا المريض، ورأى ما هو فيه من المرض، ثم رجع إلى نفسه، ورأى ما فيها من الصحة والعافية عرف قدر نعمة الله عليه بهذه العافية؛ لأن الشيء إنما يعرف بضده)   .
عن (مالك أنَّه بلغه، أنَّ عيسى ابن مريم كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإنَّ القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب النَّاس كأنَّكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنَّكم عبيد، فإنَّما النَّاس مبتلى، ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية)   . 
9- الاعتبار بقصص أهل القسوة، والغلظة، والفظاظة.
10- تجنب قراءة كتب أهل البدع والفجور. 

  • 2
  • 0
  • 3,086

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً