مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وفي عاد إذ أرسلنا إليهم الريح العقيم

منذ 2018-12-15

وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ

{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} :

مجرد رياح حركها الملك الجبار سبحانه , فأطاعت ربها ولم تذر منهم إلا الفتات , سحقت قواهم التي اغتروا بها وأفنت دنياهم التي عبدوها من دون الله وقهرت أنفسهم التي علت حتى عاندت ربها واستكبرت فأذلها وأهلكها.

فهل اعتبر كل متكبر غرته نفسه ودنياه , "وتلك الأيام نداولها بين الناس"

لم يخلق الله مثل عاد في قوتهم وجبروتهم وتقدمهم , فاغتروا بما أعطاهم الله ولم يشكروا نعمه وعصوا رسوله هود ورفضوا شريعة الله وعصوا أوامره وعادوا رسوله ومن تبعه فحق عليهم العقاب .

قال تعالى:

 {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات  41-42]

قال السعدي في تفسيره:

أي { { وفي عَادٍ} } القبيلة المعروفة آية عظيمة  { {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } } أي: التي لا خير فيها، حين كذبوا نبيهم هودا عليه السلام.

{ {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ } } أي: كالرميم البالية، فالذي أهلكهم على قوتهم وبطشهم، دليل على كمال قوته واقتداره، الذي لا يعجزه شيء، المنتقم ممن عصاه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 4
  • 2
  • 6,717
المقال السابق
وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين
المقال التالي
وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً