أفانين الشريعة بتهامة.. وماذا بعد!!
حمزة بن فايع الفتحي
تكوين الحصانة الفكرية والشرعية والخلقية من جراء الاندماج في رباط العلم والفقه، وهو خير رباط وأوثقه .
- التصنيفات: طلب العلم -
تَحقَّق الأملُ المنشودُ والنغمُ
وأطربَ البلبلُ الصدّاح والأكمُ
قسمُ الشريعةِ أنداءٌ ومرحمةٌ
من الضياع وأعلامٌ ومرتسَمُ
فيه البساتينُ حطّت من مباسِمها
والنورُ أشرقَ والتأصيل والكلِمُ
نبارك لأهالي تهامة انطلاقة (قسم الشريعة) الجديد بفرع تهامة، والمؤمل أن يكون (كلية منتجة) بعد ذلك، ولا ارتياب أنه ثمرة مشاورات واجتماعات عقدها بعض الأعيان وتواصوا مع المسؤولين وفقهم الله، فتكلل الأمر بالنجاح، وانحلت عقدة من عقد تهامة الوسيعة، والمتشوفة إلى جامعة مستقلة تحضنها وأبناءها، وتخفف عليهم آلام (شعار) والغربة.
وهنا وقفات:
١) سيكون بإذن الله القسم طريقاً لكلية مستقلة، وقاعدة راسخة تنشر العلم الشرعي، وتؤسس للفكر المعتدل، وتحمي الأجيال من غلواء التطرّف والانحلال .
٢) دعم الكلية على أن تكون ينبوعا يُدر الخطباء والطلاب والباحثين والمؤثرين، لا سيما من مؤسسات معروفة.
٣) غايتنا في القسم تأسيس قاعدة علمية متينة، من خلال توخي منهج الكلية الأصلي، وأساتذة أكفاء، وبرامج مساعدة تصقل الطالب، وتبني شخصيته وأفقه.
٤) لازال النقص وسيعا من جهة قلة الأقسام أو عدد الكليات ، وأملنا أن تتيسر البقية.
٥) ثمة عدد من الكليات موافق عليها، وتحتاج منا إلى تحريك وتعجيل باعتمادها النهائي، وتيسر المباني الضامنة لها.
٦) لا غنى للفرع عن دعم الناصحين والمقترحين وكل ذي مكانة وتأثير ، حتى ننتقل لمرحلة الجامعة الفتية المستقلة.
٧) تضايق البعض من تأخر الطب والهندسة، في محله، ولكن لا يعني إهمال التعليم الديني الشرعي، فإنما تحيا الأمم وتنهض بدينها والمحافظة على هويتها، ولعلكم اطلعتم على موقف وزير التعليم الاسرائيلي (نفتيلي بينيت) الأيام الأخيرة، من قوله (اليهودية أكثر أهمية من دراسة الرياضيات والعلوم). فياليت قومَنا العرب يعلمون ويطلعون كيف يصنع أعداؤهم، وكيف يفخرون بعقيدتهم، في حين بعض كتّابنا وصحفيينا يشن حملات ضارية ضد مناهجنا الدينية، وأنها من فرخت داعش والخوارج والمفجرين، وبرغم كشف كل ذلك ونقده وزيفه، لايزالون مصرين ومكابرين.
وهم كما قال الله تعالى: ( {كبُرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} ) [سورة الكهف] .
وما يتعلق بالكليات الأخرى فموافق على بعضها بحمدالله وتنقصها المباني والدعم الإداري والشعبي.
٨) الدور الحضاري النخبوي، وقد نُبه عليه سابقا في مقال مستقل، وأن اتحادهم وتشاورهم بات من الضروري للارتقاء بالمنطقة واستجلاب حاجياتها، وأن المسار السلبي مخيب للجميع، وقاتل للأحلام.
٩) منسوبو الفرع عليهم عبء الاحتمال والتنسيق وأخذ زمام المبادرة، وتنشيط حركة التواصل بين الأهالي والمعنيين.
١٠) أملنا الكبير لن يخبو إلا بجامعة مستقلة طامحة، ونفرح بكل تطور للفرع، ولكن قضية محايل الكبرى جامعة متينة تخدم تهامة والساحل بكامله، وتكون كالوطن الفسيح المزهر لأبنائنا، وتبث الوعي، وتشع المعرفة، وترسم أجواء ثقافية راقية .
١١) انتشار طلاب تهامة في أماكن شتى جريا وراء الشريعة يثبت تعلقهم بالعلم الشرعي، ومحبته في زمن الفتن والانحراف .
١٢) تحقق العلوم الشرعية فسحةً داخلية من السرور والانشراح النفسي ، والذي يتطلبه أبناء العصر الحديث، وأن حمى الضيقة والتشاؤم تطارد كل خالٍ من الخير والهداية، والشريعة بزنابقها الباسمة، تعبئ ذلك الفراغ .
قال تعالى ( {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ) [سورة الرعد] .
وقال الألبيري رحمه الله:
فَلَو قد ذقتَ من حلواه طعماً
لآثرتَ التعلم واجتهدتا
١٣) تكوين الحصانة الفكرية والشرعية والخلقية من جراء الاندماج في رباط العلم والفقه، وهو خير رباط وأوثقه .
والجميع مدعو لحفز هذا الجانب وتأسيسه على خطى علمية راقية وناجحة!.
شاكرا لمعالي مدير الجامعة وإدارة الفرع ومجلس الأهالي، وكل من أسهم في التطوير والإنجاز، والله الموفق.