مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك

منذ 2019-01-02

وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ

{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} :

للذين ظلموا عذاباً دون عذابهم يوم القيامة , وهو والله أعلم ما ذكره تعالى في قوله " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً" , فغير عذاب الآخرة يحيا الظالم حياة مليئة بالقلق والمنغصات وأسباب الشقاء التي لا يعلمها إلا الله وما يعلم جنود ربنا إلا هو سبحانه.

وما على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الصبر والثبات على الإيمان والدعوة والطاعة ومداومة ذكر الله والله خير الحافظين سبحانه , وهو وحده من يدافع عن الذين آمنوا , ومما أوصى به سبحانه قيام الليل والتهجد والذكر وقت السحر إلى الفجر فإنها أوقات خير وبركة مشهودة.

قال تعالى :

{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور 47-49]

قال السعدي في تفسيره:

لما ذكر الله عذاب الظالمين في القيامة، أخبر أن لهم عذابا دون عذاب يوم القيامة وذلك شامل لعذاب الدنيا، بالقتل والسبي والإخراج من الديار، ولعذاب البرزخ والقبر، { {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} } أي: فلذلك أقاموا على ما يوجب العذاب، وشدة العقاب.

ولما بين تعالى الحجج والبراهين على بطلان أقوال المكذبين، أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن لا يعبأ بهم شيئا، وأن يصبر لحكم ربه القدري والشرعي بلزومه والاستقامة عليه، ووعده الله بالكفاية بقوله: { {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} } أي: بمرأى منا وحفظ، واعتناء بأمرك، وأمره أن يستعين على الصبر بالذكر والعبادة، فقال: { {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } } أي: من الليل.

ففيه الأمر بقيام الليل، أو حين تقوم إلى الصلوات الخمس، بدليل قوله: { {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} } أي: آخر الليل، ويدخل فيه صلاة الفجر، والله أعلم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 7
  • -2
  • 4,708
المقال السابق
وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم
المقال التالي
والنجم إذا هوى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً