الفقر المجرم
والفقر من الخطورة أن على بن أبى طالب قال لو كان الفقر رجلا لقتلته
الفقر المجرم وقصة طفل البلكونة:
تابعت قصة طفل البلكونة التى انتشرت عبر فيديو لطفل صغير يقفز من شباك فى دور علوى كى يدخل بلكونة وأمه تحثه على ذلك والطفل يرتعش خوفا وردود الناس الغاضبة على الأم وانتظرت حتى اتبين فقد كان امامى اشكالية صعبة جدا الأم تلقى ابنها فى مظنة التهلكة وهو يناقض الفطرة ومشاعر الامومة حتى عند الحيوان وقلت ياربى ما السبب القاسى الضاغط على تلك الأم حتى تخرج من امومتها؟. وجاء السبب معلنا عن نفسه شاهرا سيفه الذى طالما قهر به نفوس الرجال إنه الفقر... نعم فالأم لاتملك ماتستطيع دفعه للنجار كى يفتح باب الشقة ولاتملك إلا عشرة جنيهات لعشاء أربعة اولاد وهو بالكاد يكفى طبق فول وخبز وهى تعول البيت وتعمل فى خدمة البيوت وزوجها مريض والعياذ بالله بدوالى المرئ غير انزلاق غضروفى.....
إنها منظومة من خيوط عنكبوت الفقر والقهر نسجت خيوطها فى عقل تلك المسكينة فافقدتها أهم ماتملك وهى مشاعر الأم ربما يقول معترض أنها أم كيف تفقد اموتها؟.
لذلك السبب أقول لك ولا أبرر خطأها إنما أشرحه إنه الفقر الذى كان يستعيذ منه النبى صلى الله عليه وسلم ويقول دبر كل صلاة ( «اللهم أنى أعوذ بك من الكفر والفقر » ) وفى الحديث النبى قرن الفقر بالكفر لأن الفقر بريد الكفر .....
نعم أنه قهر نفسى ومادى ضاغط بقسوة شديدة على النفس....
وياويل النفس ان كان عندها اولاد صغار فيدفعها غول الفقر بقسوته والشيطان حاضر يوسوس ويزين للإنسان للتوحش والخروج عن كل ضابط وكم من إنسان قهره الفقر لذلك استعاذ النبى صلى الله عليه وسلم وهوأفضل الخلق وأشرفهم وأقربهم إلى الله استعاذ بالله من الفقر وعلم الاستعاذة لأمته عقب كل صلاة يعنى خمس مرات فى اليوم لخطورة الفقر على النفس.
والفقر من الخطورة أن على بن أبى طالب قال لو كان الفقر رجلا لقتلته, انظروا وتاملوا التعبير البليغ وجوب قتله لخطورته حتى يقول أبو ذر رضي الله عنه: "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه!".إلى هذه الدرجة الفقر يوجب القتال نعم لأنه سيؤدى إلى الكفر والفساد ومن خطورته أيضا على الناس قال عزوجل العليم بعباده : ( {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً} ) [الإسراء/31] .
وقد ورد في الصحيحين قصة المرأة من بني إسرائيل عندما احتاجت لمال وضاقت عليها الأرض فلم تجد إلا ابن عمها الذي راودها عن نفسه مقابل أن يعطيها المال ، ثم نجاها الله تعالى بعد أن ذكَّرته بالله تعالى وخوفته به .
نعم فالفقر مع وسوسة الشيطان يدفع للحرام ظنا من الإنسان أن الحرام سينجيه من الفقر وقد قرأت إحصائية عن اليابان عام ٢٠٤ ان ٣٣ ألف انتحروا بسبب البطالة تخيل فى اليابان التى هى أعلى دخل رفاهية ومع الغلاء الرهيب والظلم والأزمة الطاحنة فى مصر تجد حالات منتحرين كثيرة فى مصر بسبب الفقر حتى أنهم يلقون بأنفسهم تحت عجلات القطار يظنون أنهم يهربون من الفقر المجرم لذلك يجب تفهم ماحدث من الأم وليس إقراره مطلقا فقد أخطأت الأم.
ويتزاحم المشهد بكل المشاعر حين تجد الطفل الصغير يبكى ويصرخ فى النيابة لاتسجنوا أمى أنا أحبها ولا أريد أن أتركها وأذهب لدار رعاية.
فيهتز القانون الغبى وتقهر مشاعر الطفل الصغير الأم التى لم تملك غير البكاء الغزير من شلال المشاعر المتدفق المعنوى الذى جاء من ابنها ليغذى تلك المساحة التى قهرها الفقر فأجدبت وافقترت فيها لمشاعر الامومة .
ويبقى أن الله فرض الزكاة حتى تسد ذلك الخلل فى حياة الناس وحث على الصدقات لتجبر الكسر حتى يكون المجتمع متلاحم ... والله جعل جزاء الصابرين من الفقراء والمساكين دخول الجنة قبل الاغنياء ففى الصحيحين أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجَدِّ (الأغنياء) محبوسون إلا أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار» .
وأخيرا :_مع طغيان المادة وانعدام الدين بل ومحاربته تنكسر أشياء كثيرة فى المجتمع وحياة الناس ولا تنصلح
كتبه: ممدوح اسماعيل
- التصنيف: