حدثنا باستفاضة عن ماذا يعني لك الله؟
هو الكامل المنزه عن كل نقص، هو الكامل الذي لولا وجود كماله لما تعرفنا على أي نقص في دنيانا المقيتة هذه، ولما كان إلا العدم
الله تعالى هو مصدري ومنتهاي، فهو خالقي وهو مأواي في الآخرة، وهو الذي استمسك بأسمائه الحسنى في هذه الغاب المسماة الدنيا.
نعم فثقتي اللامحدودة إنما هي في رحمته وحكمته وعدله وقهره وصبره وحلمه وعلوه... .
الله تعالى هو رب الوجود الذي أعود إليه عندما لا أعرف من أنا وما الأمر؟ ولماذا يحدث كل ما حولي، ولماذا أنا أنا، ولماذا أنا هنا، ولماذا أنا الآن؟!
هو المحكم الذي أرد إليه المتشابه من أحوالي في هذه الخضم المرعب المسمى بالكون!
هو المرجعية العليا المستقلة عن الكون بينما لا يستقل عنه الكون! هو الذي يخلق ولا يُخلَق، هو الذي يؤثر ولا يتأثر!
هو الكامل المنزه عن كل نقص، هو الكامل الذي لولا وجود كماله لما تعرفنا على أي نقص في دنيانا المقيتة هذه، ولما كان إلا العدم، أي لما كان إلا النقص الكامل! .
إن الخيار الحقيقي ليس بين كون وإله وبين كون دون إله، بل هو إله خلق كونا، ولا احتمال لشيء آخر!
فلا يستقيم كون دون إله!
إذ لا دافع لوجوده أصلا!
فالعدم أرحب له بعيدا عن لَأْيِ الوجود وتعبه! .
الله تعالى هو من يمسك كل ثابت في هذا الكون من التغير! ولولا هذا الإمساك لما استقر هذا الكون أبدا، فإنه هو من يمسك السموات والأرض أن تزولا، وهو من يجعل هذا الكون كيانا مستقرا.
فلولا وجوده لما كان شيء! فما الوجود المخلوق إلا انعكاس لأسمائه "الخلاق العليم" على مرآة العدم! .
وهل يمكن لصفر مثلي أن يتحدث عن الكمال المطلق؟! كلا والله، كلا والله، كلا والله، فلولا أنه عرّفنا به لما كانت لنا القدرة أن نعرفه فضلا أن يكون لنا القدرة على التحدث عنه. . اللهم إني أشهدك أني أحبك، اللهم توفني وأنت راض عني وألحقني بالصالحين . والحمد لله رب العالمين
- التصنيف: