مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون

منذ 2019-02-12

وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26)

{وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} :

مما أعد الله للسابقين حور عين , لم ير المرء في جمالهن ولا حسنهن ولا بهائهن , منهن من أنشأها الرحمن في دار كرامته ومعهن سيداتهن من صالحات بني آدم ينشئهن الرحمن نشأة جديدة , فيكن أجمل وأبهى من الحور العين.

جزاء بما قدمت أيديهم في الدنيا من الطاعات وتقديم كلمة الله على هوى النفس وغض الأبصار عما حرم الله واجتناب كل ما نهى عنه سبحانه والمبادرة والإسراع في تنفيذ أوامر الملك جل جلاله.

لا يسمعون فيها أي لغو أو كلام فاحش يستجلب الإثم , فالجنة طيبة دار للطيبين , حديثهم فيها كله أدب وذكر للرحمن ومحبة وطمئنينة و سلام.

قال تعالى :

{وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) } [ الواقعة]

قال السعدي في تفسيره:

{ { وَحُورٌ عِينٌ } } أي: ولهم حور عين، والحوراء: التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعين: حسان الأعين وضخامها وحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.

{ {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} } أي: كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن بل هن كاملات الأوصاف، جميلات النعوت.

فكل ما تأملته منها لم تجد فيه إلا ما يسر الخاطر ويروق الناظر.

وذلك النعيم المعد لهم { {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} } فكما حسنت منهم الأعمال، أحسن الله لهم الجزاء، ووفر لهم الفوز والنعيم.

{ {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا} } أي: لا يسمعون في جنات النعيم كلاما يلغى، ولا يكون فيه فائدة، ولا كلاما يؤثم صاحبه.

{ {إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا } } أي: إلا كلاما طيبا، وذلك لأنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إلا كل طيب، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب كلام، وأسره للنفوس وأسلمه من كل لغو وإثم، نسأل الله من فضله.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 16
  • 4
  • 75,841
المقال السابق
لا يصدعون عنها ولا ينزفون
المقال التالي
وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً