لا عليك.. يا شيخ رائد صلاح من سياسات القمع البريطاني

ملفات متنوعة

لك الله يا شيخنا "الرائد".. فدونما أي اعتبار لرمزيتك، ولشخصك،
وقدرك، ومكانتك. ودونما أي مبرر لكن بدعوى "أنك تشكل خطراً على العامة
في بريطانيا".. تُقدم سلطات القمع البوليسية البريطانية علي اعتقالك
واقتيادك.. مكبلاً بالقيود.

  • التصنيفات: الدعاة ووسائل الدعوة -


لك الله يا شيخنا الجليل.. يا شيخ الأقصى والقدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية، والمدافع عنها. يا من لا تألو جهداً في القيام بواجبك الديني والوطني في الدفاع عن مقدساتنا وحقوقنا، وإظهار محاولات الاحتلال الصهيوني المتكررة للحفر تحت المسجد الأقصى، ومخططاته الخطيرة الدءوبة لتهويده، ولإفراغه وتفريغه من عُمّاره، ومرتاديه، ومن ثم هدمه.

لك الله يا شيخنا "الرائد".. فدونما أي اعتبار لرمزيتك، ولشخصك، وقدرك، ومكانتك. ودونما أي مبرر لكن بدعوى "أنك تشكل خطراً على العامة في بريطانيا".. تُقدم سلطات القمع البوليسية البريطانية علي اعتقالك واقتيادك.. مكبلاً بالقيود. وذلك، تمهيداً "لتحويلك لمركز احتجاز" ومن ثم "ترحيلك" خارج بريطانيا.


لك الله أيها الشيخ الجليل وقد دخلت تلك "المملكة" بدعوة شرعية (من مركز دراسات الشرق الأوسط والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا)، وتأشيرة دخول رسمية، وليس سراً أو متخفياً. وذلك بهدف المشاركة في العديد من الفعاليات والقاءات وإلقاء المحاضرات، ومن بينها محاضرة له أمام مجلس العموم البريطاني، ولإطلاع الرأي العام العالمي على أوضاع الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى.

لم لا يفعلون مثل هذه الأفاعيل، وأنت -متعك الله بالصحة والعافية والثبات- دوخت -ومازلت- وعانيت -ومازلت- من سياسات وأدوات البطش والقمع الصهيوينة فوق تراب وطنك فلسطين، وبلدتك "أم الفحم". أنت تعمل في وضح النهار، لم تكن أبدا "شبحاً أو متسللاً" أو "شخصاً غير مرغوب فيك" (أين ذهب النظام البائد الذي وصم "جورج غالاوي" بأنه شخص غير مرغوب فيه في مصر؟؟).


يا شيخ "صلاح": لا عليك.. تشرف بقدومك، واستقدامك كل دولة -مملكة- تحترم نفسها وشعبها وتقر الحقوق لأصحابها.. حقاً لا شعاراً، ولا تخضع لابتزاز الصهاينة المعتدين، وأعوانهم الإرهاربين.

لا عليك يا شيخ "رائد".. من الحملة الإعلامية التي سبقت زيارتك لندن ومحاولات منعها من خلال اجترار اتهامات صهيونية سابقة، ولتتحول بريطانيا إلى ساحة تصفية حسابات.

لك الله يا شيخنا الجليل.. فهذا التحرك القمعي البريطاني يثبت الانحياز "التاريخي" المشين لحكومة المملكة المتحدة ضد الشعب الفلسطيني، وما وعد "بلفور" منا ببعيد. كذلك رضوخها للضغوط الصهيونية، وما تمكينها العصابات الصهيونية من احتلال فلسطين منا ببعيد. فضلاً عن نصحههم المستمر لقادة الكيان الصهيوني المطلوبين جنائياً لدى محاكمها في قضايا جرائم الحرب على غزة وغيرها، بسرعة المغادرة من مطاراتها.


لك الله يا شيخنا الجليل.. يا شيخ الأقصى: يا من لا يغمض لك جفن، ويا من لا، ولن تنثني لك قناة عن الدفاع عن الأقصى حتى تحريره من الاحتلال الصهيوني الغاشم. يا شيخنا كيف يـُضيق عليك، ويمنعك من يرفعون شعارات: "الدفاع عن حقوق الإنسان، ويتشدقون بالقيم الديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير" من حقك الدائم في تلبية دعوة من دعوك، وتعلن عن رأيك وتقول كلمتك. فهل إلى هذا الحد يخشون رأيك، ويرتعبون من كلمتك المدوية؟. ولم لا.. فالحق أبلج، والباطل لجلج.

لك الله يا شيخ "صلاح": يا من تمثل -ولك الشرف- شوكة ليس فقط في حلوق الصهاينة، بل في حلوق كل الرسميين والمواليين للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين. فأنت جبلٌ أشم تحطم عليهم مؤامراتهم، وتكشف مخططاتهم، وزيف شعاراتهم. لذا يدبرون لك المكائد والاتهامات تلو الاتهامات. وكما اعتقلوك وحددوا إقامتك مراراً في فلسطين، ها هم اليوم يعتقلونك في زيارتك لبريطانيا.


لك الله يا شيخ الأقصى: إنها جرائم تتلو جرائم، ولا حساب ولا عقاب. فالاحتلال يقمع أهل أصحاب الأرض والحق، والمدافعين عنهما، والمتعاطفين معهم بالسجن والتغريم والحرمان من زيارة القدس، والإبعاد، بل وقتل المتضامنين مع غزة في أسطول الحرية -وقد كنت أنت أحد المشاركين فيه-. وهاهي السياسات البريطانية تسير على ذات النهج القمعي. إنها لحقب استيطانيةٍ توسعيةٍ في فلسطين وفي القدس، ولعل التخلص منك يا شيخنا "الرائد" بهذه الطرق مؤشراً لقرب اتخاذ إجراءات خطيرة.

لا عليك أيها "الرائد".. فما أثار حفيظتهم هي لقاءاتك الناجحة خلال الأيام الماضية، واستعدادك للقاءات أكثر أهمية مع كبريات الصحف البريطانية ومع برلمانيين بريطانيين داخل مبنى البرلمان البريطاني، ولتكشف ممارسات وجرائم الاحتلال، وزيف إدعائه في فلسطين، ومن هنا جاء التحرك باعتقالك لمنعك من إيصال رسالتك، ولإخماد صوتك.


يا شيخنا:. إن هذا "الاعتقال الجائر" ليس موجهاً ضدك وحدك، ولا ضد الحركة الإسلامية، التي أنت رئيسها، بل ضد كل المسلمين والعرب -وخاصة الجالية العربية في لندن- والفلسطينيين، فالانتقام و"الإهانة" السياسية منك يستهدفهم جميعاً.

لك الله يا أيها المجاهد القوي العنيد، يا من تعرضت لمحاولات اغتيال وإصابات على يد قوات الاحتلال، يا من تملك -كشأن أهلنا الفلسطينيين- الإرادة "الفولاذية" العجيبة التي ستفُل سياساتهم القمعية. يا شيخنا إننا نستنكر تلك الطريقة التي تم التعامل بها معك، إذ أنه من "الممكن أن يتم إبلاغك بالقرار بطريقة أكثر إنسانية، كونك تتواجد بشكل قانوني داخل بلدهم". فيا أحرار الأمة والعالم قفوا صفاً واحداً ضد ممارسات الاحتلال الصهيوني، ومن والاهم وحالفهم وعاونهم.. كائناً من كان.


لك الله.. يا من وقفت حياتك للدفاع عن فلسطين دونما حساب للأسر والسجن والطرد والإبعاد.. قابضاً على الجمر مذ نعومة أظفارك، مدافعاً صلباً، أسداً هصوراً. ورغم كل هذا الذي تلاقى نلقاك مشرق الوجه، رابط الجأش، صافي القلب، قوي العزم، واثقاً في النص، لست منكسراً ولا خائر القوى، لأنك خالياً من قلق على دنيا، أو مهموماً بملذاتها.

فيا شيخ الأقصى، يا شيخ المجاهدين: حفظك الله، أعانك الله، ثبتك الله، أيدك الله، أعزك الله، نصرك الله.. اسمح لنا أن نقبل -ثانية وثالثة ورابعة- رأسك يا شيخنا "الرائد".

المصدر: موقع المختار الإسلامي