تعزية لأهل اليمن

منذ 2019-02-26

توفي عالم اليمن الشيخ عبد المجيد الريمي رحمه الله في رحلته العلاجية إلى الهند في العشرين من جمادى الآخرة لعام 1440 من الهجرة النبوية الموافق للخامس والعشرين من فبراير للسنة الميلادية 2019 .

نقدم عزاءنا إلى أولاد الشيخ وإلى أهله وإلى علماء اليمن ولطلبة العلم وإلى كل اليمنيين حكومة وشعبا وإلى علماء المسلمين  وطلبة العلم في فقيد اليمن الشيخ عبد المجيد الريمي رحمه الله الذي وافته المنية الليلة الماضية بعد معاناة مع المرض.  جعل الله ما أصابه كفارة له ورفعة له في الدرجات.

نقول لأخواننا في اليمن في هذه المناسبة الحزينة: لنجعل من وفاة الشيخ بعثا وحياة لوقف الخراب والدمار والقتل.  ألا ترون بأننا نخرب بلادنا ونقتل أنفسنا وأولادنا ونقتل أهالينا بأيدينا.  أليس في هذا القتال: المنتصر مهزوم!.  أيها اليمنيون إلى أين نحن سائرون ؟ إلى أين نحن متجهون ؟.  

مات الشيوخ والأطفال وماتت النساء ومات الرضع.  خرقت الرصاصات جدراننا وخرقت أجسادنا وأجسادهم.
هرب اليمينون من بلادهم مشردين مهانين.  أيهان المرء في بلده !؟ فكيف إذن في غير بلده !؟

أيها اليمنيون: رحل الشيخ رحمه الله.  فاجعلوا من موته حياة وبعثا لتحيوا بلادكم وتنقذوا أنفسكم وأهاليكم من الدمار المتزايد يوما بعد يوم !.  وصفكم صلى الله عليه وسلم بالحكمة.  أين حكمتكم يا أهل اليمن ؟ أين عواطفكم ومشاعركم الرقيقة !؟

أما أبكاكم بكاء الصغير وخوفه !؟ أما أخجلتكم تلكم العجوز تبحث في المزابل طعاما لها ولأولادها !؟
أيها اليمنيون: أساتذة جامعاتكم يبيعون الخضار في الأسواق ليسدوا جوع أولادهم بسبب هذا الحرب وعبثها
كم مات منا وكم سيموت !؟ كيف بالإسلام الذي هو الأمن كله، جعلتموه سببا لقتالكم في لعبة قذرة خيوطها تنسجوه بأيديكم !.
رحم الله الشيخ وغفر له وعظم أجره وآجركم وآجرنا في مصابنا بالشيخ رحمه الله.
سنفتقد ظله وصوته ودفتره الصغير على المنبر.  سنفتقد قلبا حنونا وصوتا شجيا وخطيبا ناصحا مصلحا طالما ناداكم أيها اليمنيون في كل جمعة.  فهلا يا إخواننا تمهلنا قليلا ونظرنا إلى الوراء ونظرتم في هذا الخراب وتساءلتم: إلى متى !؟.

عندنا عمل كثير بعد الحرب: اليتامى، الأرامل، المعاقون، المفقودون، القتلى، الاقتصاد، البنية التحتية، الكهرباء، المياه، الخدمات، المستشفيات وغير ذلك الكثير بحاجة إلى نظر ودراسة وعمل دؤوب.  توقفوا أيها المتقاتلون؛ إنكم تقتلون أنفسكم وتقتلوننا معكم وتقتلون اليمن السعيد الحزين.

إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها.

كتبه: حلمي صابر

  • 2
  • 0
  • 3,328

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً