صنع في اليابان!!!
منذ 2011-07-09
في الحرب العالمية الثانية بينما كان اليابانيون يحاصرون سنغافورة، كان بعض سكان سنغافورة يحضرون فيلما كوميديا في سينما كاثي، وفي إحدى مشاهد الفيلم كان يفترض أن تنفجر قنبلة و تحدث صوتا. ولكنها كانت معطلة، و ظهرت على الشاشة عبارة (صنع في اليابان).
في الحرب العالمية الثانية بينما كان اليابانيون يحاصرون سنغافورة و يقتربون من دخولها، كان بعض سكان سنغافورة يحضرون فيلما كوميديا في سينما كاثي، وفي إحدى مشاهد الفيلم كان يفترض أن تنفجر قنبلة و تحدث صوتا. ولكنها كانت معطلة، و ظهرت على الشاشة عبارة (صنع في اليابان).
كان أمرا مستغربا أن تكون سنغافورة تحت الحصار منذ شهرين، وتئن تحت نير القنابل اليابانية بينما يشاهد هؤلاء فيلما كوميديا يخبرهم أن اليابانيين لا يستطيعون صنع سفنا تستطيع مجابهة الرياح، وأنهم فقط قادرون على إنتاج أسلحة لا تنفجر.
لقد رفضوا أن يواجهوا الواقع و فروا منه إلى أوهام استيقظوا منها على احتلال اليابان للجزيرة!!!
غريب هو الإنسان عندما يكذب على نفسه و يرفض مواجهة الحقائق.
لقد عايشت شعوبا ورأيت أشخاصا يعيشون في عالم من الكسل و يرفضون حتى الاستفاقة من سباتهم، ثم يزورون الحقائق أو ييحثون عن شماعة يعلقون عليها أخطائهم.
فمثلا يقع أحدهم في فخ الهزيمة النفسية أمام الغزو الثقافي العلماني فتجده يتبرأ من كل المظاهر الإسلامية، بل و قد يسخر من إقامة الشعائر الإسلامية، و ليس هذا فحسب بل ويحارب تمسك الجيل الصاعد بسمت الإسلام وهديه. و كأنه قد وجد حل المعضلة في أن يتبرأ المجتمع من دينه و أن يعيش وفقا لأحكام هواه، والمجتمع يرفض هذا الهراء لأن المجتمع صاحب فطرة نقية، و لا يحب أن يعيش إلا وفقا لأحكام مولاه سبحانه و تعالى.
نعم نحن قد تخلفنا في باب التقدم العلمي وصرنا في مؤخرة الدول، و هي حقيقة ندركها كلنا، و لكن هذا التخلف ناتج عن حالة الكسل التي أصابتنا، وحالة الركون إلى الدنيا التي اجتاحتنا، بالإضافة إلى منظومة الفساد و سوء الإدارة التي كانت جاثمة على صدر الأمة. أضف إلى هذا الحرب الضروس على كل محاولة لإعادة بناء هذه الأمة. ثم إن هذا التخلف من أسبابه ابتعاد الأمة عن حقيقة دينها، وعدم إدراكها لأهمية دورها القيادي في هذا الكون.
والعلاج الحقيقي يكون بوضع خطة طويلة الأمد ذات طبيعة مرحلية يتم فيها تدارس نقاط الضعف و تقويتها، و دراسة نقاط القوة و استغلالها، هذه الخطة يجب أن تكون إسلامية لحما و دما و كيانا و منهجا وليست فقط ذات مرجعية إسلامية.
ثم نعرض هذه الرؤية الواضحة على الجميع و نتناظر حول خطط القوم للبناء. هكذا يجب أن يكون الجدال حول طبيعة الخطة و مرحليتها و أهدافها، لا أن يكون الحوار حول اعتبار الإسلام مرجعية أم لا!!!
و كأن رب العالمين قد خلق هذا الكون عبثا أو كأن محمدا صلى الله عليه و سلم لم يبعث، أو كأن هناك من يملك حق رد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم!!!
إن هؤلاء الذين يشاهدون الفيلم و يضحكون على عبارة "صنع في اليابان" آن لهم أن يخرجوا من دور العرض ليبدأوا العمل معنا في رحلة البناء لا أن يقضوا حياتهم فيما يضر و لا ينفع، فقد فات هذه الأمة الكثير و يجب أن تعمل لتحصيله.
الفقير إلى عفو ربه،
محمد نصر
28 - رجب - عام 1432 هـ
29 - يونيو - 2011 م
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
- التصنيف: