يحيى الجمل يحتفل بدولة الصليب

منذ 2011-07-09

طالعتنا الأخبار عن احتفال دولة جنوب السودان الصليبية بعيد استقلالها، وتضمنت الأخبار أن وفد مصري برئاسة يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء المعين من الحكومة سيذهب للاحتفال بدولة الصليب في العمق الاستراتيجي الخطير لمصر عند منابع النيل..



طالعتنا الأخبار عن احتفال دولة جنوب السودان الصليبية بعيد استقلالها، وتضمنت الأخبار أن وفد مصري برئاسة يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء المعين من الحكومة سيذهب للاحتفال بدولة الصليب في العمق الاستراتيجي الخطير لمصر عند منابع النيل.

صحيح أن مصر مضطرة كالسودان في الاعتراف بهذه الدولة التي أنشأها ودعمها وساعد ها بكل الطرق إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والكنيسة في مصر والفاتيكان، وذلك بسبب نهر النيل وما يمثله من خطر استراتيجي في تلك المنطقة على مصر والسودان، لكن اللافت هو احتفال يحيى الجمل مع المحتفلين وهو احتفال غريب فقد كان من الممكن أن يذهب وزير الخارجية وحده، أو رئيس الوزراء إذا أردنا سياسة عالية وتكتيك سياسي مع دولة أسست تحت رعاية الصهيونية والصليبية العالمية، لكن يحيى الجمل بزيارته جعلني أترك مشاغلي وعملي وأراجع الملفات والأخبار، فوجدت أن يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء لم يذهب في زيارة تأييد للمجلس الانتقالي في ليبيا وهو الممثل للثوار، لماذا؟ في الوقت الذي ذهب لزيارة لبنان مع وفد من الموظفين والآن جنوب السودان؟ أحد أصدقائي من المحامين قال لي: ألا تعرف أنه محامى القذافي وقد ترافع عنه في أحد قضايا السب والقذف هنا في مصر، قلت: ولكنه الآن سياسي في منصب يمثل مصر ومصر كلها تؤيد ثورة ليبيا ضد الطاغية القذافي، فقال صاحبي: ولو يا صديقي ما زال القذافي موجود وبعدين المجلس الانتقالي مكون من مسلمين ورئيسه يصلى وفى وجه علامة صلاة!!! فقلت له حتى ثورة شعب سوريا لا ينطق بحرف حرصاً على عدم زعل اليساريين القومجية العرب وطواغيت أمجاد يا عرب أمجاد ولا مكان للحرية والليبرالية والثورة الشعبية..


ثم قال صديقي: ألا تذكر المقال المعنون (قداسة البابا شنودة الثالث) المنشور في جريدة ساويرس بتاريخ 25 -5-2009؟ فقلت له: أنا لا أقرأ الجريدة منذ سنوات، ولكن من كاتب المقال؟ فقال صديقي بسرعة: يحيى الجمل، ثم قال: انتظر ،واحضر لي المقال فوجدت فيه الآتي: ذكر الكاتب يحيى الجمل لفظ قداسة الأنبا شنودة في المقال أكثر من عشرين مرة، ومابين قداسة وقداسة قداسة، وهنا تذكرت صورته الشهيرة وهو يقبل يد الأنبا شنودة وقلت: لماذا لا يُقّبل يحيى الجمل يد شيخ الأزهر المتوضئة؟! ولا أذكر أنني رأيته يمدح الشيخ الشعراوي رحمه الله أو الغزالي بل لا يذكرهم مطلقاً، ثم رجعت إلى المقال فوجدته يقول أنه قد حيل بينه وبين تتبع خطوات المسيح عليه السلام إلى بيت لحم وجبل الآلام وكلماته كلها شوق وحنين، في نفس الوقت لا أجد له مقالاً يتشوق فيه إلى الكعبة المشرفة وإلى زيارة قبر الحبيب المعصوم خير خلق الله وخاتم رسل الله محمد صلى الله عليه وسلم، المهم أنني هممت بترك المقال لولا صديقي الذي أصر على قراءته للنهاية فقرأت المقال فوجدت الكاتب يحيى الجمل يقول أنه يجد راحة كثيرة عندما يجلس للأنبا شنودة ويشكو إليه همه ويطلب منه الدعوات، فقلت لصديقي: لم أسمع يحيى الجمل الذي من المفروض أنه مسلم يجد ذلك مع أي شيخ أو عالم في العالم الإسلامي كله حتى ولو مع شيوخ الطرق الصوفيةـ فرد صديقي ضاحكاً حتى مع السيدة زينب والسيدة نفيسة مدد يا الله.


وفى نهاية المقال وجدت ما أراده صديقي من قرائه، فيحيى الجمل كان محامى شنودة والكنيسة وذلك في القضية المرفوعة من الكنيسة وشنودة ضد الدولة بسبب قرار الرئيس السادات بعزل شنودة ويحيى الجمل، في المقال ذكر أنه فرح باختيار شنودة محامياً له وهنا تذكرت سريعاً ما نشرته المصريون عن الجمل، أنه تلقى اتصالاً من الأنبا شنودة يعبر فيها عن انزعاجه من تنفيذ حكم المحكمة للشيخ حافظ سلامة بتمكينه من مسجد النور، وأن الجمل أجرى اتصالاً بوزير الأوقاف لمنع ذلك...

وهنا توقفت وقلت: ماذا لو كان الحكم صادر لصالح كنيسة بتمكينها من مكان ما هل يمتنع الجمل أو غيره عن تنفيذ الحكم القضائي النهائي وهو أستاذ القانون الذي يُعلّم الطلبة ويقول باحترام سيادة القانون؟!!


تركت المقال ورجعت لاحتفال جنوب السودان الصليبي بدولته التي تمثل حلم لبعض المجانين لتنفيذه في مصر، ورأيت مشهد أمامي على شاشة التلفاز لغسل الكعبة المشرفة، ومشهد طواف المسلمين الرائع الذي يهز القلوب بملابسهم البيضاء وقلوبهم المخلصة لله وسعيهم بين الصفا والمروة، وتذكرت قول الحق تبارك وتعالى: { إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ} [الليل:4]ٍ ورجعت للمقال والواقع وقلت: لماذا يعادى يحيى الجمل المسلمين ويضع العنوان السلفيين لماذا شدة حربه لهذه الدرجة؟ وتذكرت أنه المسئول عن كل القوانين التي تصدر سلقاً من مجلس الوزراء، ومنها قانون دور العبادة الذي يعطى للطوائف المسيحية وغيرها من الطوائف الدينية مثل المسلمين في بناء المساجد، يعنى مصر تظهر في المشهد دولة كاثوليكية إنجيلية إسلامية أرثوذكسية بهائية شيعية ملوخية.. منك لله.

وأخيراً فليحتفل بدولة الصليب سياسة أو أيدلوجية أو ما يشاء وليفعل ما شاء فالحق تبارك وتعالى يقول: { وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21].


ممدوح إسماعيل محام وكاتب
عضو مجلس نقابة المحامين
وكيل مؤسسي حزب النهضة المصري
[email protected]

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 1
  • 0
  • 4,840

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً