من روائع الحكم المقال السابع عشر
ثالثا: وعليك بالاستمساك بالكتاب والسنة بالنواجذ بفهم الصحابة والسلف الصالح, وهم أهل السنة والجماعة واحذر من أهل البدع والتفرق, واستمسك بالحق فأنت وحدك الجماعة ولو كنت وحدك , ولا تغرنَّك أبدا الكثرة إذ لايُقاس الحق بالكثرة
سم الله الرحمن الرحيم
الوصايا العشرة الجامعة المختصرة
أولا : عليك بالاخلاص أي تحقيق التوحيد, فالتوحيد له منزلة عظيمة في الدين إذ هو بمثابة الرأس من الجسم والأساس من البيت , ثم عليك يتحقيق الإيمان الذي سيطال جميع أركان الإيمان وجميع الأعمال الصالحة لتكون بذلك عبدا لله شريفاً مكرماً كما يحبه الله ويرضاه
ثانيا: وعليك بتقوى الله عزًّ وجلَّ في كل أمورك وفي سرك وعلانيتك فهي الوقاية التي سيقيك الله بها من المساوئ ثم سيقيك الله بها وجهك في الدنيا والآخرة من المساوئ كالعقوبات عياذاً بالله من ذلك, كما سيفتح الله لك مخرجاً في كل ضيقٍ ويرزقك بها من حيث لا تحتسب وييسِّر الله لك بها أمورك كلها ويكفِّر الله بها سيئاتك إن التزمت بها وفَّقنا الله بها وتقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ثالثا: وعليك بالاستمساك بالكتاب والسنة بالنواجذ بفهم الصحابة والسلف الصالح, وهم أهل السنة والجماعة واحذر من أهل البدع والتفرق, واستمسك بالحق فأنت وحدك الجماعة ولو كنت وحدك , ولا تغرنَّك أبدا الكثرة إذ لايُقاس الحق بالكثرة وإنما يُقاس ما أشرته لك آنفا أي الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.
ولقفد افتتن الناس كلهم إلا من رحمه الله في زمن الإمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن راعياً ورعية فكان وحده هو الثابت على الحق بعد التعذيب معلناً بالحق مدوياً على آذان مخالفيه فسُمِّي بذلك إمام أهل السنة فرحمه الله رحمة واسعة وجميع أهل الحق الثابتين عليه.
رابعا: وعليك بالاستقامة على الحق والثبات عليه حتى الممات لايصرفنك أبداً من السلوك في هذا الدرب فتنة فتَّان ولو قاسم أنه ناصحٌ لك كما فعل إبليس لعنه الله لأبينا آدم عليه السلام لا في رغبة ولا في رهبة مخلصاً لله وحده دينك
خامسا: وعليك بإحسان علاقتك مع الله بطاعة الله ورسوله وبالاجتناب من المعاصي كلها وبالالتزام بالعبادات كلها لا سيما بعبادة الصلاة فإنها لا مثيل لها في ذلك بل واستعن به والصبر كما أمرك الله في حالتي اليسر والعسر, واحذر من كل ما قد يفسد عليك هذه العلاقة من الفتن كالشيطان والدنيا وكالشبهات والشهوات لتفلح مع المفلحين
سادسا: وعليك بتعلم العلم والعمل به, فكم من عالمٍ لا يعمل بعلمه فيخسر في الدنيا والآخرة, وكم من جاهلٍ يعمل بالأباطيل والبدع ويحسب أنه من المهتدين وليس هو من دين الله في شيء
سابعا: وعليك بالدعوة إلى الله وإلى الحق مع الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر بالعلم والرفق واللين والحكمة فإنه سبيل النبي صلى الله عليه وسلم وفيه النجاة من الخسران والهلاك في الدنيا والآخرة
ثامنا: وعليك بالعمل الدءوب والجاد والحرص على كل ما ينفعك في دنياك وأخراك مع الاستعانة بالله وإياك من الكسل والندم وكل ما يُعتذر منه كما عليك الهروب من كل ما لا يفيدك شيئاً بل يضرك مصاحباً رفقة صالحة تعينك على الحق حيث تذكِّرك إذا نسيت وتعلِّمك إذا جهلت وتجرُّك إلى الرحمات والبركات والمسرات لئلا تعض على يديك يوم القيامة نادماً حيث لا ينفعه الندم يوم الحسرات والآهات وأيما حسرة ! كما قال تعالى : { {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا } } [ الفرقان: 27 – 29]
تاسعا: وعليك بالتوكل على الله في كل أمورك والثقة به والاعتماد عليه فإنه سيكفيك ما أهمك في دنياك وأخراك, فالتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب علمٌ أثنى الله به يعقوب عليه السلام في سورة يوسف فمن أخل بذلك واستمسك بواحدٍ دون الآخر فهو جاهل بنص القرآن
عاشرا: وأخيراً عليك بالدعاء بالتضرع إلى الله في جميع مراحل عمرك ومناحي حياتك, إذ الدعاء قوة لمن لا قوة له وزيادة القوة لمن له قوة وبسببها يفوز المرء وينجح في دنياه وأخراه.
وفَّق الله الجميع لما فيه الصلاح والرشاد والفلاح إنه هو المولى والقادر على ذلك. آمين آمين آمين ,
الفقير إلى رحمة ربِّه وعفوه
عبد الفتاح آدم المقدشي
- التصنيف: