ومضات تربوية وسلوكية:الخامس والعشرون
«المحيط الملوث»: من خلال أصدقاء كسالى، وجلاس متبسطين، يتوقون للترويح وليس للجامع الصحيح، ويعشقون الأخبار العامة، وليس الكلمات التامة،،،،! وولع بالموديلات وليس بالمرويات، ويتهافتون على المآدب، وليس كنوز المكاتب..!
تذخر بطون الكتب بالعديد من الأفكار الذهبية والعبارات المحورية الجديرة برصدها وتدوينها للوقوف على كنوز مفكرينا وكُتابنا العظام، وللانتفاع بالفائدة المرجوة منها، ولذلك حرصت خلال جولتي بين دفوف الكتب أن أرصد هذه الثروات الفكرية والتربوية والتحليلية، وأنقلها بنصها كما وردت فيها أو باختصار طفيف في بعض الأحيان، هذا كي يستفيد منها القاسي والداني، سائلا المولى عز وجل أن ينفع بها الكبير والصغير، وأن يكتب لكاتبها وجامعها وقارئها الأجر والمثوبة إنه نعم المولى ونعم النصير.
(من أقوال عبد الرازق السنهوري)
- لا حق للإنسان في أن يحتقر شيئاً قبل أن يعرفه.
- النفوس الحزينة أبعد في الغور وأقرب إلى الحقيقة من غيرها.
- يكفيك شرف الغرس حتى لو لم تستمتع بالثمرة.
- لا تجعل من تقدير الناس ميزاناً لقدراتك؛ فلربما بخسوك أو أوهنوك.
- جمعية الأمم أداة للتفاهم بين الدول القوية؛ كي تسود العالم، ولا عزاء للضعفاء.
- متى يحين الوقت الذي تخدم السياسة فيه العلم؟
- حتى تستطيع أن تغلب خصمك اجتهد أن تفهمه أولاً.
- لأن تكون موضعاً للحقد والغيرة، خير من أن تكون موضعاً للرثاء والشفقة.
- لا تنتصر الفكرة المعنوية إلا إذا سارت في خدمتها القوة المادية، ولا تدوم القوة المادية إذا لم تكن في خدمة الفكرة المعنوية.
- استخذاء المحكومين هو سبب الذل وليس عسف الحكام فقط، فلو قاوم كل واحد العسف، وتحمل العنت، لما عاش عمره كله في الضيم والهوان.
إلا أن عبد الرزاق السنهوري باشا كان –كما يقال عنه- فقيها دستوريا مصريا وفي ظل الأحزاب الليبرالية، جرى (تأليف) أحكام مبدلة وضعية بدلاً من الأحكام الشرعية على يديه وفريقه، وهي الأحكام والقوانين المحادة للشريعة والمتناقضة مع أحكامها ومقاصدها والتي أصبحت مصدراً تستمد منه معظم الدول العربية فيما بعد قوانينها، وقد أحلت تلك القوانين كثيراً من المحرمات وألغت مرجعية الشريعة بشكل عملي.
(من آفات العلم والتعلم)
«التوجه الحزبي»: والأدلجة المَقيتة، والتي تقلل من فضلاء، ليسوا على شرطهم، ولا تحفل لدروسهم ومناشطهم...! فاحضر لفلان، ولا تحضر لعلان،،، وخذ من علان، ... ولا تأخذ من فلتان...! وتسمع التقليل أحيانا من كبار المشايخ، وحملة الإتقان والإبهاج العلمي،،،! والسبب توجه حزبي فئوي سمِج، يعمل على التفرقة، ويشيع التحزب والتشتيت والله يقول في محكم البيان (( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم )) سورة الأنفال . فقد يبدأ أولا بالتهميش، ثم التقليل، وبعد ذاك التحذير الصريح...! مما يعني تعثرا قلبيا، وخللا داخليا، وقد كان من دعاء أهل الإيمان( ولا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا ) سورة الحشر. فلا أطيب ولا أحسن للمؤمنين من سلامة القلب، وطهارة النفس!
«المحيط الملوث»: من خلال أصدقاء كسالى، وجلاس متبسطين، يتوقون للترويح وليس للجامع الصحيح، ويعشقون الأخبار العامة، وليس الكلمات التامة،،،،! وولع بالموديلات وليس بالمرويات، ويتهافتون على المآدب، وليس كنوز المكاتب..!
ومن ثم يحصل النفور، ويتسع الاستثقال، ويتراكم التخلف والله المستعان ....!
«الإلهاء الإعلامي»: عبر شاشات ملونة، وبرامج مشغلة، وأنباء محتشدة، ومعلومات دفاقة، وثرثرات متداولة، وتسالٍ متفنن فيها...!تحمل الغث والسمين، وأقل جرائمها التزهيد في الكتب والقراءة واعتماد السماع والتلقي بدون أدنى تفكير أو مراجعة، ،،،! ولا تخلو من أصوات محرمة وصور خليعة لها آثارها على الأرواحِ والله المستعان.
ومن الإلهاء الطاغي هذه الأيام متابعة الماجَريات اللحظية والتغريد اليومي في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مثلا، والتفاعل الواتسي.....! إلى درجة اللصوق وعدم التزحزح، مما يزهد في الانتفاع العلمي والتفكير فيه...! [أسباب النفور العلمي، د.حمزة بن فايع الفتحي]
(الأعياد شعيرة دينية)
النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتسامح مع أعياد الكفار كما تسامح مع كثير من شؤونهم الاجتماعية؛ لأن (العيد) في التصور الشرعي ليس شأناً (اجتماعياً) بل (شعيرة)، ولا يجوز مشاركة الكفار في شعائرهم، وهذا المعنى هو الذي عبر عنه ابن تيمية في لغة فقهية ، تأمل معي بالله عليك هذا التحليل الذي يستخلصه ابن تيمية من الأحاديث السابقة، حيث يقول: “وأما الاعتبار في مسألة العيد فمن وجوه: أحدها: أن “الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك” التي قال الله {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ} كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه” الفكرة الفقهية المبدعة هاهنا هي قول ابن تيمية أن «العيد من جملة الشرائع والمناسك»، بمعنى أن العيد ليس كالترتيبات الاجتماعية المحضة، بل هو كالطواف والرمي والصلاة واللحية ونحوها من الشعائر ... [إبراهيم السكران.سلطة الثقافة الغائبة.ص/221 – 223]
- التصنيف: