إفك دعاة تحضير الأرواح
يدافع عن الروحية ويثبت أنها صحية وأن تلك الأرواح ليست أرواح جن أو شياطين وإنما هي أرواح حقيقية آدمية طاهرة – حسب زعمه – وذكر من أدلته على طهارتها ونقائها أنه حضر جلسة روحية حضرت فيها روح الدكتور ، حندوسة
دعاة تحضير الأرواح
من الإفك أن يستدل الذين يؤمنون بتحضير الأرواح من المتصوفة وغيرهم من الروحيين ببعض الآيات القرآنية من مثل قوله تعالى:
1- {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة:72-73]
أي أن روح الميت حضرت في صورة تلك البقرة وتكلمت.
2- {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:260]
أي أن إبراهيم عليه السلام استدل بتحضير الأرواح وازداد طمأنينة وإيمانا بحضورهم عنده حينما استحضرهم.
نعم نؤمن ببقاء الأرواح بعد الموت. إذ الموت للجسد فقط لا للروح وهي إما أن تكون في نعيم وإما في عقاب وقولهم إن الأرواح تعمل بعد الموت لترتفع في الدرجات غير مسلم. إذ لا عمل بعد الموت كما قرره الإسلام بل إن الروح إما أن تكون في نعيم أو في عقاب فقط.
أما استدلالهم بالآيات فهو خطأ فاحش وسوء فهم فإن قتيل بني إسرائيل وكذا طيور إبراهيم قامت بأرواحها وأجسادها معا معجزة من الله تعالى لنبيه موسى وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام وبدون وسيط.
وهؤلاء المشعوذون الكاذبون إنما يحضرون قرين الميت من الجن الذي عاش معه طوال حياته وعرف كل شيء عنه فإن كل إنسان له قرين. فهؤلاء يظنون أنهم يخاطبون تلك الروح التي أرادوا تحضيرها ولا يعلمون أنهم إنما يخاطبون قرينه من الجن هذا إن صدقناهم أنهم يخاطبون أحداً أو يسمعون كلامه.
ومما يدل كذلك على كذبهم ما زعموه من تحضير أرواح بعض الكفار فوجدوهم في نعيم مقيم وهو ما كذبه الله في القرآن الكريم من دخول الكافرين النار ثم ما يعمل من المنكرات التي تفعل في مجالس التحضير مما يوافق هوى الشياطين ولا يمت إلى الدين بصلة.
وما عرف كذلك من التصرفات الباطلة لتلك الأرواح فإن "منها من يفتري على الله الكذب و على أنبيائه وكتبه وملائكته ورسله. ومنها من يضلل الناس ويحقر الأديان ومنها من يكذب ويأمر بالفجور والشرك والكفر والعصيان وهي أعمال يرفض العقل السليم والدين الحنيف أن تكون صادرة عن أرواح بين يدي الله" .
3- ومن أدلتهم التي يتناقلها الروحيون ما نقله الشيخ مجدي محمد الشهاوي عن محمد شاهين حمزة أحد دعاة الروحية في كتاب له ، يدافع عن الروحية ويثبت أنها صحية وأن تلك الأرواح ليست أرواح جن أو شياطين وإنما هي أرواح حقيقية آدمية طاهرة – حسب زعمه – وذكر من أدلته على طهارتها ونقائها أنه حضر جلسة روحية حضرت فيها روح الدكتور ، حندوسة ذات مرة فسألوها سؤالا طبيا عن حالة أحد الحاضرين فطلبت منهم الانتظار دقيقة واحدة ريثما تجري الكشف عليه ثم أعطتهم تشخيصا دقيقا للمرض وأحاله في علاجه إلى طبيب معروف في القاهرة.
ومنها أنه كان في إحدى الجلسات فحضرت روح صديق له ونصحته بالانضمام إلى الطريقة الشاذلية!!
وحضرت روح محمد فريد وجدي في أسوان ونهتهم عن بعض الأمور الخطيرة كما حضرت مرة روح طنطاوي جوهري ونفت بشدة أن يكون المسيح قد صلب .
وذكر أنه في إحدى الجلسات تكلمت إحدى الأرواح في حفلة المولد النبوي وذكرت كلاما لم يعجبه شيء مثله ، وغيرها من الأمثلة.
قضية الإلهام
قد يستشكل بعض الناس الفرق بين الإلهام لمن صفت نفوسهم بطاعة الله تعالى وكمل إخلاصهم وبين من يدعي تلك الصفة ممن هو متبع لهواه مصر على المعاصي والفساد والواقع أن الإلهام الحق الذي يؤمن به المؤمنون هو غير الإلهام الذي يأتي عن طريق الشياطين أو الاحتيال فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن عمر ربما هو من الملهمين وكذا أوحى الله إلى أم موسى. وإلى النحل كله على سبيل الإلهام الإلهي أما ما تزخرفه الشياطين لأوليائها فقد أخبر به عز وجل في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112]
وهو إلهام باطل وإخبار كاذب والنفث في الروح لا شأن للروح به، وإنما هو شيء يحصل بقدرة الله تعالى وحده دون أن يكون للشخص أي أثر في إيجاده.
- التصنيف:
- المصدر: