مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم

منذ 2019-04-29

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) } [الجمعة]

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ} :

بعث الله تعالى رسوله الخاتم برسالته المهيمنة على ما قبلها إلى هذه الأمة الأمية التي لم ينزل فيها كتاباً من قبل , فكانت أكبر منة أنعمها تعالى عليهم .

تتنزل الآيات ويتلوها الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم وتتلقاها الأمة وتتلقفها قلوب المؤمنين , ليزدادوا إيماناً وتتعمق في قلوبهم عقيدة التوحيد وتكتمل أركان الإيمان, وليهذب الرسول صلى الله عليه وسلم أخلاقهم وفعالهم فيزكيها ويبعدهم عن كل ما يدنسها, ويعلمهم الوحيين الكتاب والسنة الذين حويا علم الأولين والآخرين ولم تكتمل شريعة قط اكتمال شريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي ختم الله بها الرسالات وأكمل بها الدين.

قال تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) } [الجمعة]

قال السعدي في تفسيره:

المراد بالأميين: الذين لا كتاب عندهم، ولا أثر رسالة من العرب وغيرهم، ممن ليسوا من أهل الكتاب، فامتن الله تعالى عليهم، منة عظيمة، أعظم من منته على غيرهم، لأنهم عادمون للعلم والخير، وكانوا في ضلال مبين، يتعبدون للأشجار والأصنام والأحجار، ويتخلقون بأخلاق السباع الضارية، يأكل قويهم ضعيفهم، وقد كانوا في غاية الجهل بعلوم الأنبياء، فبعث الله فيهم رسولاً منهم، يعرفون نسبه، وأوصافه الجميلة وصدقه، وأنزل عليه كتابه { {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} } القاطعة الموجبة للإيمان واليقين، { {وَيُزَكِّيهِمْ} }بأن يحثهم على الأخلاق الفاضلة، ويفصلها لهم، ويزجرهم عن الأخلاق الرذيلة، { {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} } أي: علم القرآن وعلم السنة، المشتمل ذلك علوم الأولين والآخرين، فكانوا بعد هذا التعليم والتزكية منه أعلم الخلق، بل كانوا أئمة أهل العلم والدين، وأكمل الخلق أخلاقًا، وأحسنهم هديًا وسمتًا، اهتدوا بأنفسهم، وهدوا غيرهم، فصاروا أئمة المهتدين، وهداة المؤمنين، فلله عليهم ببعثه هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، أكمل نعمة، وأجل منحة

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 12
  • -2
  • 40,181
المقال السابق
الملك القدوس العزيز الحكيم
المقال التالي
وآخرين منهم لما يلحقوا بهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً