فضائل الصيام (3)
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
الصيام له فضائل وخصائص عظيمة "يوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب، ويدخل الصائم الجنة من باب الريان، وهو اول الخصال التي تُدْخِلُ الجنةَ، والصيام كفارة للذنوب.
- التصنيفات: شرح الأحاديث وبيان فقهها - فقه الصلاة - تزكية النفس - الحث على الطاعات - مناسبات دورية -
- الصوم يدخل الجنة من باب الريان
لحديث سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة باباً يُقالُ له: الريَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؛ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرُهم، فإذا دخل آخرهم أُغلق فلم يدخل منه أحد»، وفي رواية: «في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمَّى الريان لا يدخله إلا الصائمون».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نُوديَ من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعيَ من باب الريَّان، ومن كان من أهل الصدقة دُعيَ من باب الصدقة»
فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: بأبي أنت وأمِّي يا رسول الله؛ ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعَى أحدٌ من تلك الأبواب كلِّها؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم»، وفي لفظ للبخاري: « «من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة: كلُّ خزنةِ بابٍ: أي فُل، هَلُمَّ ...» وفي لفظ للبخاري أيضاً: «من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله ... ».
- الصيام من أول الخصال التي تُدْخِلُ الجنةَ؛ لحديث أبي هريرة- رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
«من أصبح اليوم منكم صائمًا»، قال أبو بكر: أنا. قال:
«فمن اتَّبع منكم اليوم جنازة»، قال أبو بكر: أنا. قال:
«فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً»، قال أبو بكر: أنا. قال:
«فمن عاد منكم اليوم مريضاً»، قال أبو بكر: أنا،
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة». ولفظ البخاري في الأدب المفرد: «ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلا دخل الجنة».
- الصيام كفارة للذنوب؛ لحديث حذيفة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «فتنة الرجل في أهله، وماله، وولده، وجاره، تكفِّرها: الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر، والنهي»
وفي لفظ: «والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» وهذا من نعم الله تعالى العظيمة أن يكفر ما يقع من المسلم من الزلل مع أهله، وولده وماله، وجيرانه، بالصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فينبغي للمسلم أن يكثر من هذه الخصال، وهذا في الصغائر، أما الكبائر فلا بد فيها على الصحيح من التوبة بشروطها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ