ماينبغي على الجماهير تجاه طلاب العلم
أبو إسحاق الحويني
ينبغي على الجماهير أن تفرغ طلاب العلم فلا ينفقون أوقاتهم في طلب المعاش، بل يتفرغون لإتقان العلم وأصوله للذود عن هذا الدين.
- التصنيفات: الدعوة إلى الله - طلب العلم -
أكرر ولا أزال أكرر ينبغي على الجماهير: أن تفرغ طلاب العلم فلا ينفقون أوقاتهم في طلب المعاش، بل يتفرغون لإتقان العلم وأصوله للذود عن هذا الدين، هذا واجب على العوام . أنت أيها التاجر الغني لا تعلم شيئًا عن الأصول، ولاتستطيع أن ترد عن دينك اكفل طالب علم، كان طلاب العلم قديمًا تكفلهم الدولة ولهم أعطيات لذلك كان بدل الواحد ألف واحد في ديار المسلمين، فمع كثرة العلماء لا يستطيع المبتدعة أن يطلوا برءوسهم على السنة ولا يتكلموا.
الآن كثير ممن يشار إليهم بالبنان يصعدون المنابر فيكذبون على النبي من حيث لا يشعرون، نصف الأحاديث التي يحفظونها لم يقلها النبي r وهذا رجل محب لله ولرسوله إن شاء الله، ونحسبه محبًا لله ورسوله، ومع ذلك يكذب على النبي، فيرحم الله زمانًا سمع فيه "شعبة بن الحجاج" رجلًا يروي حديثًا منكرًا، فقال له: لتنتهين عنه أو لاستعدين عليكالسلطان، وكأنه لم ينته فذهب إلى أمير المؤمنين ويقول: إن رجلًا يروي حديثًا منكرًا فيعاقب بالحبس، أو يعاقب بالمنع من التحديث، فيرحم الله ذلك الزمان.
إن إيجاد العلماء مهمة الأمة جمعاء، فرغ إن لم تستطع فمع آخر أربعة يكفلون طالب علم ويقولون له: فرغ نفسك، يا جماعة نحن مقبلون على خطبٍ عظيم كل يوم يطل برأسه في الجرائد والمجلات، ونحن نخاف على العوام لأن هذا الدين، إذا كان هم فعلوا حرس حدود ومشددين على دخول الهروين والكوكايين، فإن الاعتداء على البخاري أعظم من أخذ الأرض، عندما رسم النبي على صورة الخنزير ولم يتحرك الناس وكان في أوقاتها في مفاوضات على الأرض، يا جماعة:
إن عرض النبي أثمن من الأرض، فلو أُخذت أرض المسلمين جميعًا من تحت أرجلهم لكان أخف ألف مرة من أن يسب النبي وفينا عين تطرف.
ينبغي أن يظهر هذا المعنى لدى الناس، وأن يوالوا رسول الله، وأن يدفعوا هؤلاء الذين يكذبون بسنته بلا مستند ولا برهان بإيجاد هؤلاء خط الدفاع الأول التي هى طبقة الفرسان، ونحن نعلم أن الضحايا سيكثرون في هذه الطبقة، الضحايا والقتلى يكثرون في الصف الأول، لكن نمهد للذين يأتون بعد ذلك، وقد هددنا الله تبارك وتعالى فقال: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، في مثل هذا الجحود والنكران تضيع الأمانة {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.