أولياء الله لا خوف عليهِم
ناصر بن سليمان العمر
بقدْرِ أخذِكَ بمنهجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والالتزامِ بسنتِه يكونُ لكَ منْ ولايةِ اللهِ نصيبٌ، وفي التنزيلِ الحكيمِ {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا}
- التصنيفات: التقوى وحب الله - الطريق إلى الله -
قال الله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} [التحريم].
هذهِ الآيةُ الكريمةُ نزلتْ في قضيةِ زَوجتَي النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللتينِ تظاهَرَتا عليه، في قولِهِ تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}، وهُما على القولِ الصحيحِ عائشةُ وحفصةُ رضي الله عنهما، فهي خاصةٌ بهِ -بأبي هوَ وأمي- ومعَ ذلكَ فقدْ استنبطَ منها العلماءُ قاعدةً، وهيَ أنَّه بقدْرِ أخذِكَ بمنهجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم والالتزامِ بسنتِه يكونُ لكَ منْ ولايةِ اللهِ نصيبٌ، وفي التنزيلِ الحكيمِ {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا} [البقرة: 257]، وفي الحديثِ الشهيرِ يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ قَالَ: (مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).
فَمَاذَا ينتظرُ مَنْ تحققتْ فيهِ ولايةُ اللهِ بعدَ هذا إلا الخيرَ والصفاءَ والهناءَ؟
فمنْ أرادَ أنْ يحققَّ ولايةَ اللهِ فليلزمْ طاعةَ اللهِ، ولْيحرِصْ علَى القواعدِ العظيمةِ التي مرَّ ذكرُها؛ العدلِ والعفوِ والصفحِ وسلامةِ القلبِ وغيرِها مما سيأتي لاحقًا، فإذا كانَ اُلله مولاهُ فلا يخشَى ولا يحزَن ولا يقنط، وسيجدُ النصرةَ والتأييدَ والتوفيقَ، وإنْ نابهُ أمرٌ أوْ عَرضتْ لهُ مشكلةٌ في البيتِ معَ الأهلِ أوِ الأولادِ فالفرجُ قريبٌ، و{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، و {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1]، وسيجدُ الراحةَ والحياةَ الهانئةَ المطمئنةَ بإذنِ اللهِ.