ما دينك؟!
عبد الفتاح آدم المقدشي
نتساءل ما دينك؟ هل دينك بمجرد التعصب لآراءك المحضة أم عندك دليل فيما تذهب إليه من نصٍ صريح من الكتاب والسنة
- التصنيفات: دعوة المسلمين -
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله , هذا العنوان قد يستغربه بعض الناس لأول الوهلة يرونه ولكن سيجدون إن شاء الله تعالى وراءه هذه الحكم الآتية كالتالي:-
أولا: نتساءل ما دينك؟ هل دينك بمجرد التعصب لآراءك المحضة أم عندك دليل فيما تذهب إليه من نصٍ صريح من الكتاب والسنة
ما دينك ؟
ثانياً: هل دينك بمجرد أفكار وكلمات مزخرفة لكونك أوتيت فصاحة مع لبسك الحق بالباطل كما تحب؟
ثالثاً: ما دينك؟ هل دينك بمجرد آراء وفلسفات اخترعتها من قبل نفسك فاستحسنتها فخالفت بها منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه؟
رابعاً: ما دينك؟ هل دينك آراء مستحدثة مستحسنة لديك لتضيف به هذا الدين الكامل أو عندك بمجرد آراء وأهوى تهوي بها؟
خامساً: ما دينك؟ هل دينك التمشي بأحوال الناس وأهواهم ومواكبة العصركما يزعمون ؟
ما دينك؟
سادساً: هل دينك التمشي بعادات الناس وتقاليدهم ورعاية المنشأ والمربأ؟
سابعاً: ما دينك؟ وماذا تدين من دين؟ بالله وضِّح لنا دينك أيها الشخص المخاطب ! فكما تدين تدان؟
ثامناً: قد كثر هذا الزمان من الفرق وكثرت الفتن وكثرت المشارب والموارد وعند الله تجتمع الخصوم فماذا تدين؟!
إذا اسمع مني واسمع من مشفقٍ لك يريد أن يأخذ بيديك من الهلكة بنصائح مخلصة عامة من أعماق قلبه أرجوامن الله العظيم أن تمس إلى قلبك وتؤثر فيك وتغير حياتك كلها من رأس إلى عقب كالتالي:.
النصيحة الأولى: در مع الحق حيث دار , لا يمنعنك التعصب الأعمى من اتباع الحق إذا ظهر لك, فالرجوع إلى الحق خير من التمادي بالباطل, فالشعور بالنقص أو المذلة مع الرجوع إلى الحق خير من الاعتزاز بالباطل كما تظن وإنما العزة والشهامة والرجولة في الاعتراف بالحق والاقرار به.
فصحِّح دينك الآن - أيها الشخص المخاطب - فوالله الذي لا إله إلا هو عند فوات الأوان لاينفع الندم , وعندما يسألانك الملكان المنكر ونكير من ربك وما دينك وما نبيك فماذا تجيب ؟, فهناك ينفعك دينك الصحيح وتوفَّق للإجابة عن أسئلة الملكين كما ترتاح هنالك بأول نعمك إن شاء الله.
النصيحة الثانية: فليكن منهجك الذي يقودك والذي تمشي وراءه الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح وما لم يكن يومئذ دين فلن يكون اليوم دين
الصيحة الثالثة: لا تراع أبداً رغبات الآخرين على حساب دينك بل اجعل أهم الأمور عندك إرضاء الله عزَّ وجلَّ في يومٍ لا يرضيك إلا غيره ولو كان أقرب أقرباءك من أب وأم وصاحبة وولد فضلا عن غيرهم فإنهم يفرون منك ولا يعطونك حتى حسنة واحدة, في { {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} } [ الشعراء:88 -89 ]
النصيحة الرابعة: لا تراع أبدا تخويفات الآخرين وتهديداتهم لتترك دينك أو لتتوقف من الدعوة إلى الحق بل فليكن شعارك { حسبنا الله ونعم الوكيل } فإن الله حسبك أي كافيك , فمن اكتفى بربِّه كفاه الله, ومن اعتصم بربه عصمه الله. ومن رجاه ما خيَّبه وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين, وإنما الشيطان هو الذي يخوف أولياءه ليخافوا منه وليصرفهم عن خوف الحق وحده وجل جلاله فعلى الله وحده توكل إن كنت من المؤمنين.
النصيحة الخامسة: اطمئن بأمن الله وهدايته لك وإثباته لك على الحق إن كنت من الموحِّدين المخلصين , والله سبحانه معك دائما وأبدا بنصره وتأييده وبذلك يرفع الله درحاتك في العليين ويصطفيك ويجتبيك, لذلك في قصة إبراهيم مع قومه عبر ودروس قال تعالى { { وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) } } [ الأنعام: 80-82 ]
الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
عبد الفتاح آدم المقدشي