عن الاستعانة أتحدث!
فكما أننا نعبد الله جماعة يقف بعضنا بجانب البعض يؤازر بعضنا بعضا في عبادة جماعية لله، فكذلك هي الاستعانة. إنها جماعية! يقف بعضنا بجانب البعض يؤازر بعضنا بعضا
1- يلتبس على أغلبنا مفهوم الاستعانة. هل أستعين بالله فقط أم أنه يجوز أن أطلب العون من أخ لي؟
ففي الحديث ( «وإذا استعنت فاستعن بالل» ه)
ويحل هذه المشكلة فهمنا للقرآن وللسنة معا
ففي الفاتحة يقول تعالى
( {إياك نعبد وإياك نستعين} )، فكما أننا نعبد الله جماعة يقف بعضنا بجانب البعض يؤازر بعضنا بعضا في عبادة جماعية لله، فكذلك هي الاستعانة. إنها جماعية! يقف بعضنا بجانب البعض يؤازر بعضنا بعضا في استعانة جماعية بالله!
لكن ماذا عن ( «وإذا استعنت فاستعن بالله» )؟ إنها ربما تعني أنني أعينك وأنت تعينني وكلانا يستعين الله ( «وإياك نستعين» )، وكلانا يعلم أن إعانتك لي ما هي إلا إعانة الله لي عن طريقك والعكس صحيح، وربما توجد إشارة أخرى وهي التحفيز أن أهم بإعانة أخي قبل أن يطلب المعونة مني .. أهم بإعانته وأنا عالم في قرار نفسي أن عوني له ما هو إلا رزق أجراه الله إليه من سبيلي، فلا أظنن في نفسي فضلا، ولا أتعالى، بل أحمد الله أنْ رَزَقَه إعانته له عن سبيلي وليس سبيلا أخرى، فتأمل ..
.
2- إن الاستعانة تلتبس على أغلبنا مع السؤال، فالاستعانة ليست سؤالا سلبيا من الله وحسب، فالاستعانة لا معنى لها إلا لو كنت أعمل بالفعل وأطلب المعونة في إنجازه! وليس أن أطلب إنجازه وشعاري ( {إنا هاهنا قاعدون} )!
وفي نفس الحديث
( { إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ بالله} )
فالسؤال غير الاستعانة إذًا، بل إنه من الخطأ أن أسأل دون أن أستعين!
فأنا أسأل الله التوفيق قبل أن أهم بالعمل وبعد أن أنجزه، لكني أستعين به أثناء إنجازي للعمل ... فانتبه
والله أعلم
- التصنيف: