عن جمعة الاستقرار والشرعية
لا أعرف طائفة قدمت فى عهود الظلم والإستبداد ما قدمه الإسلاميون فى مصر ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الحق مثل الذى مع الإسلاميين ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الصدق مثل الذى مع الإسلامين ...
لا أعرف طائفة قدمت فى عهود الظلم والإستبداد ما قدمه الإسلاميون فى
مصر ، ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الحق مثل الذى مع الإسلاميين ،
ولا أعرف طائفة فى مصر معها من الصدق مثل الذى مع الإسلامين ، ولا
أعرف طائفة فى مصر معها من الإخلاص والتجرد وعلو الهمة كالذى مع
الإسلاميين ، كذلك لا أعرف فى مصر طائفة لديها شباب يمكن أن يقدم روحه
فداء ما يؤمن به مثل شباب الإسلاميين ، لا أعرف فى مصر طائفة لها حضور
وقبول فى الشارع كالإسلاميين ، لكن العجيب أننى لا أعرف فى مصر طائفة
قدمت ما قدمه الإسلاميون من تطمينات للداخل والخارج ، ولا أعرف فى مصر
طائفة أرسلت ما أرسله الإسلاميون من رسائل تهدئة خواطر كما فعل
الإسلاميون ، ولا أعرف طائفة قدمت تنازلات، وطورت خطابها وأدائها، كما
فعل الإسلاميون ، ومع ذلك فأنا لا أعرف أيضاً طائفة فى مصر أقيم لها
ولا زال محاكم تفتيش يومية فى كل وسائل الإعلام كما يحدث مع
الإسلاميين ، محاكم التفتيش معقودة للإسلاميين تحاكم كل سكنة وحركة
وهمسة ، وتحمل كل كلمة على أسوأ محمل ، وتفسر كل إيماءة أسوأ تفسير ،
والإسلاميون يبذلون أغلظ الأيمان ، ويقدمون عشرات الأدلة على براءتهم
دون جدوى .
منذ قامت الثورة المباركة وقبل أن تبدأ وقائع محاكمة الإسلاميين من
قبل بلطجية الإعلام الليبرالى، قبل كل هذا سارع الإسلامون إلى إعلان
أنهم لن يترشحوا على كرسى الرئاسة ، ولن يسعوا إلى أغلبيةبرلمانية ،
وأنهم يقبلون بنتائج إنتخابات حرة نزيهة ، كل ذلك لإرسال أكبر شحنة
تطمينات إلى الخائفين والمتوجسين ، دون أن يكون لكل هذا أدنى أثر فى
إيقاف محاكم التفتيش أو تخفيف هجوم بلطجية الإعلام الليبرالى ، كل هذا
والمنافقون والكذابون وأهل الباطل لايداهنون ولا يحاولون إرسال أى
تطمينات للمجتمع المسلم ، وينشرون مذهبهم الباطل المخالف لدين الوطن
ومشاعر الجماهير المسلمةبكل بجاحة ودون أن يتجملوا ، وحين تأكد لهم أن
أى إنتخابات نزيهة لن تأتى إلا بالإسلاميين، وأن المجلس التشريعى
القادم سيكون موافقاً لدين الناس ، حين تأكد لهم ذلك كفروا بصنم
الديمقراطية ونكصوا على أعقابهم ، وخلعوا براقع الحياء ، ونزعوا ورقة
التوت ، كاشفين عن سوءاتهم ، بل غامروا بالوطن كله ، مما دفع المجلس
العسكرى وتحت ضغوط لا يتحملها بشر ، إلى الإعلان عن هذه المواد فوق
الدستورية .
الواقع أن بلطجية الحرية ذهبوا لأبعد مدى فى الطيش والنزق ، بينما
الإسلاميون يظهرون أعلى درجات الحس الوطنى ، والشعور بالمسئولية ،
ومراعاة كل المخالفين فى الدين والرأى حتى قبلوا بالسكوت عن أسيرات
الكنائس ،وعن إستفزازات الكنيسة واستفزازات الإعلام الكاذب ، بينما
بلطجية الليبراليين يضغطون لآخر مدى ، مع أنهم وكما يقول سعدالدين
إبراهيم بلا بنية تحتية ولا رصيد ، بل هم مجموعة من المشاغبين
والفُضحية .
فى النهاية وجد الإسلاميون أنفسهم مضطرون إلى اللجوء إلى التحرير
دفاعاً عن تاريخ من النضال لأجل إعادة الشريعة كهوية وحيدة للوطن ،
وتذكير الجميع بأن هناك فصيلاً يعتبر من حيث الحجم والتأثير هو الأكبر
، ومن حيث الفكرة التى يحملها هو الأحق والأنسب ، لكن دماثة خلقه ،
وحسه الوطنى ، وحلمه ، وحكمته ، وتجرده ، كل هذه الدوافع النبيلة
جعلته يتجرع مرارة الصبر على كثير من الظلم والطيش والتهور إلى أن خرج
المجلس العسكرى ليعلن عن المواد فوق الدستورية ، حينها شعر الإسلاميون
أن السكوت أصبح إثماً عظيماً لا يجوز إقترافه ، وأنه لم يعد هناك مفر
من أن يخرجوا ليقولوا نحن هنا .
مليونبات كثيرة سابقة لم أفكر أن أكون فيها ، وتوجهات كثيرة تبناها
التيار الإسلامى لم أكن مقتنعاً بها ، لكن مليونية الغد أراها لا غنى
عنها ، وأراها مليونية وضع النقاط فوق الحروف .
بقى أن أقول أن مليونية الغد هى أول ميزان حقيقى واضح مبين لوزن وحجم
التيار الإسلامى فى مصر ، فلا تتخلفوا يرحمكم الله .
[email protected]
- التصنيف: