الدعم الكويتي لنظام الأسد.. جهل أم غفلة؟!!

منذ 2011-07-29

إن غياب الحكمة جلي في هذه المواقف السيئة بالمعايير النفعية المحضة، أما من الناحية القيمية والأخلاقية فلا شك في سقوطها، فالشعوب هي التي تبقى والنظم تزول، والشعب السوري أهم لأي عاقل من الانبطاح لطهران التي لا تخفي أحقادها ولا أطماعها في الخليج..


يشعر السوريون بغصة خانقة من خذلان أشقائهم العرب لثورتهم بالرغم من تفوق جزار الشام على سائر الطغاة العرب -سواء من الذين خلعتهم شعوبهم والذين تحت الخلع حالياً-. والمعنيّ بالخاذلين هم الحكام وليس الشعوب. وما يضاعف من شعور الشعب السوري بالمرارة تأكدهم من تمني هؤلاء الحاكمين أن تنتصر الثورة السورية على أداة ملالي قم في الشام، ونعني: نظام الدم والنهب المتسلط عليهم بالحديد والنار.


وهؤلاء الأبطال يعبرون عن عتبهم الأليم بكثير من الرقيّ وكظم الغيظ والعض على جرحهم النازف. وربما كان موقف قطر على خفوت صوته، هو الاستثناء اليتيم في الموقف العربي المحزن، فيعزيهم قليلاً عن التواطؤ بالصمت على ذبحهم جهاراً نهاراً بدم بارد وبلا مبالاة مؤلمة.


غير أن آخر ما كان يتوقعه ثوار الشام الأبطال من إخوانهم العرب والمسلمين، هو أن يتلقوا طعنة مباغتة في ظهورهم، من دولة شقيقة يحملون لها كثيراً من المحبة والتقدير، لدورها الخيّر في نصرة قضايا الأمة وبخاصة في ميادين البذل وعالم الثقافة. إنها دولة الكويت، التي تفردت بين العرب والمسلمين -بل وغير المسلمين-بتقديم معونة مالية للنظام السوري، وكأنها تقتفي أثر النظام الإيراني الذي دعم حليفه الصغير في دمشق بستة مليارات دولار، وإمدادات نفطية مجانية!!!


وتلك الخطوة غير الموفقة والتي أثارت اعتراضاً شعبياً وبرلمانياً كويتياً، تبعتها خطوة أخرى مؤسفة تمثلت في منع خطباء كويتيين بارزين من الخطابة لأنهم انتقدوا النظام السوري، في سياق تعاطفهم مع أشقائهم في عاصمة الأمويين، ولا سيما أن تبرير المنع بأنه يرجع إلى إساءة هؤلاء الدعاة إلى علاقات الكويت بـ"دولة شقيقة" يدحضه السماح بالدعاء على طاغية ليبيا معمر القذافي من فوق منابر الجمعة منذ بضعة أشهر!! فهل أصبح تعريف الدولة الشقيقة بأنها الدولة التي تحظى بتأييد ملالي قم!!


والكويتيون المستاؤون من مواقف حكومتهم من الثورة السورية يعيدون إلى الأذهان ما جرى تسريبه من كلام كثير حول خلايا استخبارية سورية تنشط في الكويت لمطاردة المقيمين السوريين المناوئين للنظام المستبد ببلادهم. كما يقارنون بين الحماية العجيبة للنظام السوري في مقابل التلكؤ في نجدة البحرين في ذروة تعرضها لمؤامرة صفوية خطيرة، وكذلك غض النظر عن هياج عملاء إيران في الكويت ضد المنامة وعدائهم السافر للسعودية ومؤازرتها للبحرين في صد الهجمة الصفوية الوقحة!!


فهنالك إعلام كامل فضائياً وصحفياً ما زال يحرّض ضد السعودية والبحرين وهو إعلام يبث وينشر من الكويت دون اعتراض حكومي من أي نوع، إلا إذا تجاوزت الصفاقة كل الخطوط الحمر، واستهدفت ملكاً بالاسم فحسب!!


غير أن من يقرأ الواقع القائم وما بين سطوره، يجد تلك الممارسات السيئة "مفهومة" ما دامت السلطات تتغاضى عما يتعداها استفزازاً وقبحاً، مثل السماح لقنوات الرفض الصلف بالبث والعمل بدولة الكويت مع أنها تشتم الصحابة وتطعن في عرض خير خلق الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم!!


والأشد إيلاماً أن ذلك الخنوع أمام عملاء المد الصفوي، جاء بعد سنوات من التضييق المستمر على أهل السنة وعملهم الخيري والإعلامي بل حتى البرلماني!!!


فهل نسيت الكويت -أو أصحاب القرارات غير الموفقة-تفجير موكب أميرها الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح قبل ربع قرن وتفجيرات المقاهي الشعبية واختطاف طائرات الركاب المدنية الكويتية على يد عملاء طهران وشريكها حافظ الأسد؟وهل نسوا توريط آيات قم لمواطنين كويتيين في إرهاب ضيوف الرحمن والإلحاد في بيت الله الحرام؟


بل لماذا تناسى بعض ساسة الكويت شبكات التجسس الصفوية التي كشفت خباياها أجهزة الأمن الكويتية ثم نامت القضية وكأنها مخالفة مرورية عابرة!!


ربما تستر هؤلاء وراء مشاركة نظام الأسد الأب في تحرير الكويت1991م وهذا تعليل بائس لأن السياسة ليست جمعية خيرية فكيف بنظام معروف للكافة بانعدام الحس الأخلاقي لديه تماماً فهو شارك بسبب عدائه المزمن لصدام حسين وليس حباً بالكويت وأهلها والدليل أن حافظ الأسد وقف إلى جانب إيران طول الحرب مع العراق وفي تلك الفترة وجّه إرهابه إلى دول الخليج العربية ولا سيما الكويت. . كما سمسار البعث النصيري المذكور تسلم مكافآت مالية ضخمة في حينها عن مشاركته الرمزية في حرب تحرير الكويت، وضع أكثرها في حساباته السرية ومنح بعضها لحاشية المقربين منه فقط!!


فإذا كان ذلك الخلل كله من باب السياسة فهي بكل يقين سياسة فاشلة لأن العاقل لا يكلف الذئب برعي قطيعه، وإذا كانت نتيجة خوف من المجرمين القريبين والبعيدين، فمعنى ذلك تجريء عملاء الإرهاب على طلب المزيد باستمرار وتحويل الكويت إلى بقرة حلوب ومتكأ للابتزاز بلا توقف.


إن غياب الحكمة جلي في هذه المواقف السيئة بالمعايير النفعية المحضة، أما من الناحية القيمية والأخلاقية فلا شك في سقوطها، فالشعوب هي التي تبقى والنظم تزول، والشعب السوري أهم لأي عاقل من الانبطاح لطهران التي لا تخفي أحقادها ولا أطماعها في الخليج كله بما فيه الكويت!! وإن كان صانعو هذه السياسات البائسة لا يدرون بأطماع الصفويين وأحقادهم وبخاصة خطتهم الخمسينية ضد العرب، فتلك مصيبة، وإذا كانوا يدرون فالمصيبة أعظم!!


27/8/1432 هـ
 

المصدر: موقع المسلم
  • 1
  • 0
  • 1,843
  • khalilalkheder

      منذ
    الكويت معلوم حكومتها وكثير من شعبها يتعاملون مع الدنيا على مبدأ هات وخد يعني بقدر مامعك أتعامل معك وبقدر ما أستفاد منك فأنت صديقي وحبيبي والآن واقع الحال هم يرون إن إيران هي اللاعب الأساسي في المنطقة وهي المسيطرة على كثير من السياسات بحكم إتفاقياتها السرية مع أمريكا والصهاينة ضد المسلمين طبعا لان المسلمين هم ألد أعداء الثلاثة ...فالكويتيين يتصورون بأن صاحب الأمر والنهي هم إيران وأتباعها في الكويت والمنطقة والمشكلة مشكلة كرسي والحفاظ عليه حتى لو على حساب المباديء والدين..... ولكن هل حسبوا لدين الله حساب وهل نسوا إن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون وهل وضعوا لوقوفهم امام الله جل في علاه يوم الحساب بأن الله وشرعه يجب أن يُـنصَر ولو على حساب المصالح .....سيسألون عن كل ماقاموا به من مساعدة لكافر او رافضي على حساب إخوانهم المسلمين وسيسألون حتى عن ناقلات التموين الكويتية التي كانت تشق الشوارع في العراق لإمداد القوات الأمريكية المحتلة ...هو دين برقابهم إن تركناه فليوم الحساب امام الحكم العدل . وسيعلم اللذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً