السلطان طرد هرتزل فمن لكونشر؟
ممدوح إسماعيل
نحن نعيش الآن فى زمن تباع فيه الحقوق بلاثمن وتظهر فيه العجائب فمنذ أكثر من مائة عام كان اليهود بقيادة هرتزل يبحثون عن وطن فكتب هرتزل فى كتابه الدولة اليهودية أن اليهود قومية بلا وطن ولابد أن يكون هذا الوطن فلسطين وان لم ننجح فيلكن الوطن فى أوغندا أو الارجنتين
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
نحن نعيش الآن فى زمن تباع فيه الحقوق بلا ثمن وتظهر فيه العجائب فمنذ أكثر من مائة عام كان اليهود بقيادة هرتزل يبحثون عن وطن فكتب هرتزل فى كتابه الدولة اليهودية أن اليهود قومية بلا وطن ولابد أن يكون هذا الوطن فلسطين وان لم ننجح فيلكن الوطن فى أوغندا أو الارجنتين.
وبعد أكثر من قرن انقلب الحال بصورة لم يتخيلها أكثر متشائم و أصبحنا نرى كوشنر اليهودى يتكلم عن وطن للفلسطنيين فى مصر والأردن!! ومنذ اكثر من مائة عام عقد هرتزل مؤتمر فى مدينة بال السويسرية للتخطيط لوطن لليهود فى فلسطين واليوم ينعقد مؤتمر فى البحرين العربية للتخطيط لوطن للفلسطنيين عجبا حدث ويحدث كأن الشمس أصبحت تشرق من المغرب!!
واليوم يعرضون المليارات لتوطين أصحاب الأرض فى غير أرضهم؟!! ومن اكثر من قرن عرضوا توطين الغرباء اليهود فى فلسطين أيضا بالذهب والمال مستغلين حالة الضعف والديون للدولة العثمانية......
ولكن التاريخ حدثنا أن وقتها كان يوجد حاكم رفض العرض وحافظ على الأرض مفتديا فلسطين بكل مايملك انه السلطان عبد الحميد عندما وقف أمام خطة اليهود للتوطين منذ بدايتها فاصدر مذكرة باسم عثمانلى اراضى تمنع بيع الأراضى الفلسطينية لليهود ثم أصدر قانون الارادة الثانية عام (1883م) والذى نص على جعل 80٪ من أراضى فلسطين وقف تابعة للدولةو20٪ ارض ملك خاص وحاول هرتزل تحقيق مخططه عن طريق المال، وعن طريق التغربيين وهم أنصار التطبيع الآن
وقد وقف أمامهما السلطان عبدالحميد بكل شجاعة فقال فى مذكراته (إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا على بان أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف) ويقول عن وعد هرتزل بتقديم المال مقابل التوطين تحت زعم سد ديون الدولة العثمانية والنهوض بها من عثرتها الاقتصادية قال السلطان (وعدوا بتقديم 150 مليون ليرة إنجليزية ذهبا فرفضت هذا التكليف. لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة فلم أسود صحائف المسلمين آبائي واجدادي من السلاطين والخلفاء)..
بينما قال وزير خارجية البحرين عن مؤتمر كوشنر وصفقة القرن لتوطين الفلسطنيين خارج أرضهم إنها صفقة اقتصادية لتغيير واقع المنطقة، وان إسرائيل وجدت لتبقى! وقد هللت الصحافة الإسرائيلية لمؤتمر البحرين ووصفته انه مؤتمر التطبيع.
على جانب آخر سطر السلطان عبد الحميد كلماته الخالدة ضد مشروع هرتزل وتوطين اليهود بكل وضوح وعلانية رافضا اى خطوة تفريط أو تطبيع فى هذا الشأن مضحيا بدمه وحكمه ضد اى تنازل عن شبر فى فلسطين،
فقال: (أنصحوا هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين فهي ليست ملك يميني بل ملك الأمة الإسلامية ولقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه فليحتفظ اليهود بملايينهم وإذا مزقت دولة الخلافة يوما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن أما وأنا حي فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة وهذا أمر لا يكون إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة).
وقد صدق السلطان عبد الحميد فلم يستطع اليهود التوطين وإقامة كيانهم المحتل الا بعد تمزيق الخلافة وموت السلطان عبد الحميد الذى تتشوق كتب التاريخ أن تكتب حرفا عن حاكم جديد فى بلاد المسلمين يضحى مثله من اجل قبلة المسلمين الأولى الأقصى وفلسطين وبينما تلعن المآذن والمنابر الآن من يبيع فلسطين وحقها بكت المنابر عند وفاة السلطان عبد الحميد وقال الشاعر أحمد شوقى عندما بلغه وفاة السلطان عبد الحميد.
ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ
رحم الله السلطان عبد الحميد وغفر له...