مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ

منذ 2019-07-20

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13)} . [القلم]

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ}  :

من أكثر من تتزين بهم مجالس عصرنا وتضج الفضائيات بسخافاتهم - من يجمعون هذه الصفات - التي نهى الله عن مجالسة حامليها وطاعتهم ومتابعتهم:

نهى ربنا عز وجل عن طاعة واتباع الرجل التافه سيء الخلق كثير الحلف كثير الكذب , خسيس النفس مهينها, كثير الطعن في الناس ونشر ثقافة النميمة والغيبة ليضحك الناس ويجذب المعجبين , شحيح النفس مانع الخير, معتد في سلوكه, كثير الإثم الداخلي والخارجي, فخور مستكبر, قلبه امتلأ قسوة على الحق وأهله, صاحب علامات في الإثم والغل على أهل الإيمان وإن حاول إخفاءها أو إضفاء أي صبغة عليها.

 قال تعالى:

{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13)} . [القلم]

قال السعدي في تفسيره:

{ { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ} } أي: كثير الحلف، فإنه لا يكون كذلك إلا وهو كذاب، ولا يكون كذابًا إلا وهو { {مُهِينٌ} } أي: خسيس النفس، ناقص الهمة، ليس له همة في الخير، بل إرادته في شهوات نفسه الخسيسة.

{ {هَمَّازٍ } } أي: كثير العيب للناس والطعن فيهم بالغيبة والاستهزاء، وغير ذلك.
{ { مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} } أي: يمشي بين الناس بالنميمة، وهي: نقل كلام بعض الناس لبعض، لقصد الإفساد بينهم، وإلقاء العداوة والبغضاء.

{ {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ} } الذي يلزمه القيام به من النفقات الواجبة والكفارات والزكوات وغير ذلك، { {مُعْتَدٍ} } على الخلق في ظلمهم، في الدماء والأموال والأعراض { {أَثِيمٍ } } أي: كثير الإثم والذنوب المتعلقة في حق الله تعالى.

{ {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} } أي: غليظ شرس الخلق قاس غير منقاد للحق { {زَنِيمٍ} } أي: دعي، ليس له أصل و لا مادة ينتج منها الخير، بل أخلاقه أقبح الأخلاق، ولا يرجى منه فلاح، له زنمة أي: علامة في الشر، يعرف بها.
وحاصل هذا، أن الله تعالى نهى عن طاعة كل حلاف كذاب، خسيس النفس، سيئ الأخلاق، خصوصًا الأخلاق المتضمنة للإعجاب بالنفس، والتكبر على الحق وعلى الخلق، والاحتقار للناس، كالغيبة والنميمة، والطعن فيهم، وكثرة المعاصي.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 47
  • 16
  • 223,911
المقال السابق
فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ
المقال التالي
أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً