مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) } [الطور]
{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} :
ديدن المستكبرين المعادين للرسل هو تكذيب الآيات مهما تتابعت واتضحت ولو قام على الحق كل دليل لما اتبعوه، ولخالفوه وعاندوه, حتى لو أنزل الله عليهم ألوانا من العذاب واضحات لقالوا إنها الطبيعة وهو مجرد سحاب يحمل من ألوان العذاب الطبيعية, وأمثال هؤلاء دواؤهم العقاب والعذاب الأليم عافانا الله منهم ومن عاقبتهم ونعوذ بالله أن نكون مثلهم.
قال تعالى:
{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ (44) } [الطور ]
قال السعدي في تفسيره:
يقول تعالى في [ذكر] بيان أن المشركين المكذبين بالحق الواضح، قد عتوا [عن الحق] وعسوا على الباطل، وأنه لو قام على الحق كل دليل لما اتبعوه، ولخالفوه وعاندوه، { {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} } أي: لو سقط عليهم من السماء من الآيات الباهرة كسف أي: قطع كبار من العذاب { { يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ } } أي: هذا سحاب متراكم على العادة أي: فلا يبالون بما رأوا من الآيات ولا يعتبرون بها، وهؤلاء لا دواء لهم إلا العذاب والنكال.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: