مذبحة (الأسد).. غضب شعبي وصمت رسمي عربي
يعيش العالم العربي و الإسلامي في حالة من الغضب تجاه استشهاد مئات السوريين في حماة ومدن أخرى برصاص الجيش السوري لكن معظم الحكومات العربية التزمت الصمت خوفاً فيما يبدو من قوة الثورات المعارضة للأنظمة ...
يعيش العالم العربي و الإسلامي في حالة من الغضب تجاه استشهاد مئات
السوريين في حماة ومدن أخرى برصاص الجيش السوري لكن معظم الحكومات
العربية التزمت الصمت خوفاً فيما يبدو من قوة الثورات المعارضة
للأنظمة والتي أصبحت وسيلة لتنظيف هذه الدول من دكتاتوريات قمعية تحكم
منذ عقود.
وقال كاتب العمود السعودي "حسين شبكشي" في صحيفة الشرق الأوسط
اليومية : لم يعد من الممكن فهم صمت الدول والمنظمات العربية
والإسلامية إزاء المذابح والمجازر التي ترتكب في حق السوريين.
وبحسب المصادر المحلية السورية فإن 121 مدنياً قتلوا في هجوم دعمته
الدبابات على مدينة حماة التي سحق فيها الرئيس الراحل "حافظ الأسد"
والد "بشار" تمرداً للإخوان المسلمين قبل 29 عاماً وقتل عشرات آلاف من
السكان.
وعقد مجلس الأمن اجتماعاً مغلقاً بطلب من ألمانيا لمناقشة أحداث
سوريا، و انتهى الاجتماع دون أن يسفر عن أي قرارات، لكن الإتحاد
الأوروبي قال إنه سيوسع دائرة العقوبات على نظام "بشار الأسد"، بينما
قال الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إنه يجب عزل "الأسد". وطالبت
روسيا الصديق القوي "لبشار الأسد" النظام في سوريا بوقف العنف،
واستبعد الجميع اللجوء إلى تدخل عسكري في سوريا.
ولم تقل الدول العربية شيئاً يذكر عن سوريا رغم أن وزير الخارجية
المصري "محمد كامل عمرو" قال في تصريح نادر نقلته وكالة أنباء الشرق
الأوسط الرسمية إن بلاده تشعر بالانزعاج الشديد تجاه زيادة مستوى
العنف وعدد الضحايا.
وشهد يوم الاثنين احتجاجاً أمام السفارة السورية في القاهرة للتضامن
مع حماة.
وكان الرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" قد فرّ إلى السعودية في
يناير كانون الثاني في خضم انتفاضة شعبية ضد الفقر والفساد والقمع
وبعد ثلاثة أسابيع أجبر المصريون الرئيس "حسني مبارك" على التخلي عن
السلطة.
ومنذ ذلك الحين سحقت السلطات في اليمن حيث مازال يتشبث الرئيس "علي
عبد الله صالح" بالسلطة في حين نجح زعماء دول أخرى مثل المغرب والأردن
وسلطنة عمان في احتوائهم بوعود التغيير.
وسلطت الأضواء على سوريا بعد أن أصبحت مواجهة الحكومة للاحتجاجات
المطالبة بالديمقراطية أكثر وحشية.
ويراقب رفاق "الأسد" الوضع بقلق. وأغلقت قطر التي دعمت حملة حلف
الأطلسي على ليبيا سفارتها في دمشق قبل أسبوعين خشية تعرضها للهجوم
بسبب تغطية قناة تلفزيون الجزيرة للأحداث هناك.
وقال قطري ذكر أن اسمه "يوسف" :نحن كقطريين نريد أن نرى كل الحكومات
تتحرك. لماذا لم يؤيد أمير قطر سوريا وليس فقط الشعب الليبي.. قلوبنا
تنفطر من أجلهم. إنهم شعب من أمتنا.
وفي بيان أذاعته وكالة أنباء الشرق الاوسط دعا الأمين العام للجامعة
العربية" نبيل العربي" الدول العربية يوم الاثنين للاستجابة للمطالب
المشروعة لشعوبها والالتزام بحقوق الإنسان. لكن البيان لم يذكر سوريا
بالاسم.
وقال "محمد البرادعي" المرشح المحتمل للرئاسة في مصر في رسالة على
موقع تويتر للتواصل الاجتماعي يوم الأحد أن العالم يشاهد المذبحة التي
تجري في سوريا. وأضاف أن هذا عار على العرب.
وكتب أيضا في رسالته .. سلام الله على شهداء سوريا. عار على كل العرب
وعلى كل البشر.
وقال "جلال شجاع" وهو نشط يمني في ساحة التغيير حيث يطالب نشطاء
بإنهاء حكم الرئيس "علي صالح" منذ يناير كانون الثاني "ما حدث في
سوريا بالأمس مروع. إذا التزم المجتمع الدولي الصمت فان كثيرا من
الحكام العرب يمكن أن يرتكبوا مذابح مماثلة.
وبدا "حمدين صباحي" السياسي المصري المعارض والمرشح المحتمل أيضاً
للرئاسة محبطاً بشدة لدى علمه بعدد القتلى في حماة أثناء مقابلة مع
رويترز.
وقال "صباحي" في تصريح لرويترز : لا حول ولا قوة الا بالله. ثم أطرق
صامتاً لعدة دقائق وقد بدا عليه الحزن.
ونظم نحو 200 شخص مظاهرة خارج السفارة السورية بالقاهرة مساء الأحد
لكن نشطاء مصريين دعوا لاحتجاج كبير مساء يوم الاثنين.
وقال "جمال عيد" رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومقرها
القاهرة انه على ثقة أن "الأسد" لن يترك الحكم بسهولة ويمكن أن ينتهي
به الأمر بقتل نصف شعبه قبل أن يوافق على التخلي عن السلطة لكنه سيخسر
في نهاية المطاف لان الشعوب هي التي تفوز دائما.
وأوقفت السلطات الكويتية عدداً من رجال الدين انتقدوا "الأسد" في
خطبة الجمعة بينما قال إسلاميون كويتيون هذا الأسبوع إنهم سيقودون
حملة ضد حكومة "الأسد" في رمضان في المساجد ووسائل الإعلام.
ومع إحالة خمسة أشخاص للمحاكمة لمحاولتهم دعوة الناس لإصلاحات
ديمقراطية لم تسمح الإمارات العربية المتحدة بتكرار الاحتجاجات عند
القنصلية السورية في دبي في مارس آذار.
وقال "شادي حامد" من مركز بروكينجز بالدوحة : الزعماء العرب لا
يريدون ببساطة مواجهة نظام "الأسد" واحتمال الإضرار بالعلاقات. أنهم
لا يعرفون ما إذا كان سيبقى في السلطة وأن هناك فرصة لذلك.
وأضاف :من الممكن أن نرى أسوأ مذبحة في الربيع العربي حتى الآن ..
أعتقد أننا نقف على مشارف ذلك.
وفي المغرب قللت الصحف المغربية من عدد القتلى السوريين. ونجح الملك
"محمد السادس" حتى الآن في الالتفاف على الاحتجاجات المطالبة
بالديمقراطية بإجراء استفتاء ناجح على دستور جديد لم يصل إلى حد جعله
شخصية رمزية في ملكية دستورية وحافظ على سلطاته الواسعة.
وقال "هلال خشان" أستاذ العلوم السياسية في بيروت إن الحكومات
العربية لا تعلن رد فعلها لأنها تشعر بالقلق من احتمال انتقال
الاضطرابات إلى دول عربية أخرى".
وأضاف انه لا يعتقد أن استمرار العنف في رمضان سيكون له أي رد فعل
رسمي من باقي الدول العربية.
- التصنيف: