فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ

أبو الهيثم محمد درويش

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) } [الحاقة]

  • التصنيفات: التفسير -

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ:

[في مشهد من أروع مشاهد القيامة وأجلها يرفع الله مقام المؤمنين ويسلمهم كتاب الفوز والنجاة باليمين, ويعلنون فرحتهم الكبرى على رؤوس الأشهاد وذلك بسبب إيمانهم بالله وإيمانهم بالعث وعملهم ليوم النشور, فكما خافوا مقام ربهم وامتنعوا عن المحرمات وفعلوا المأمورات وخالفوا الأهواء يجعل الله عيشتهم في الآخرة راضية , فيها من ألوان وأنواع النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, في جنة عالية , متنوعة الفاكهة والنعيم سهلة المنال غير منقطعة ولا ممنوعة في أي وقت]

قال تعالى:

{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) } [الحاقة]

قال السعدي في تفسيره:

وهؤلاء هم أهل السعادة يعطون كتبهم التي فيها أعمالهم الصالحة بأيمانهم تمييزا لهم وتنويها بشأنهم ورفعا لمقدارهم، ويقول أحدهم عند ذلك من الفرح والسرور ومحبة أن يطلع الخلق على ما من الله عليه به من الكرامة: { { هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } } أي: دونكم كتابي فاقرأوه فإنه يبشر بالجنات، وأنواع الكرامات، ومغفرة الذنوب، وستر العيوب.

والذي أوصلني إلى هذه الحال، ما من الله به علي من الإيمان بالبعث والحساب، والاستعداد له بالممكن من العمل، ولهذا قال: { إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ } أي: أيقنت فالظن -هنا- [بمعنى] اليقين.

{ {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} } أي: جامعة لما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وقد رضوها ولم يختاروا عليها غيرها.

{ {فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} } المنازل والقصور عالية المحل.

{ {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} } أي: ثمرها وجناها من أنواع الفواكه قريبة، سهلة التناول على أهلها، ينالها أهلها قياما وقعودا ومتكئين.

ويقال لهم إكراما: { { كُلُوا وَاشْرَبُوا} } أي: من كل طعام لذيذ، وشراب شهي، { {هَنِيئًا} } أي: تاما كاملا من غير مكدر ولا منغص. وذلك الجزاء حصل لكم { {بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} } من الأعمال الصالحة -وترك الأعمال السيئة- من صلاة وصيام وصدقة وحج وإحسان إلى الخلق، وذكر لله وإنابة إليه. فالأعمال جعلها الله سببا لدخول الجنة ومادة لنعيمها وأصلا لسعادتها.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن