مخلصين له الدين ولو كره
ممدوح إسماعيل
أما إن كان المسلم ملتزما بالشريعة وقيودها ولا يداهن فى دينه فالكافرون وكل من والاهم يكرهونه لذلك قال الله مخلصين له الدين اى فى كل ما أمر الله به بدون تحريف ولو قيد انملة
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية - العقيدة الإسلامية - التوحيد وأنواعه -
عند صلاة عيد الأضحى توقفت أمام تلك الكلمات التى سمعتها كثيرا...
ولكنى هذه المرة كأنى استمع إليها أول مرة وانتبهت أن الله تبارك وتعالى يريد منا أن تكون كل عبادتنا وحياتنا خالصة له لاشريك ولا شائبة ولا أى حرف زائد ولاهمسة تدخل فى عبادته وشريعته.....
ولكن ولو كره الكافرون استوقفنى أكثر وبشدة فالكافرون يكرهون كل مخلص لله.. والكافرون يحبون ويريدون أن تكون عبادة وحياة المسلمين مشوبة بالشوائب المنحرفة عن الإخلاص لله فهم يرحبون بالاشتراكية فى الإسلام والليبرالية فى الإسلام والعصرانية فى الاسلام ..
وكل مايظهر من بدع وافكار فيها أى تحريف و شائبة فى الإخلاص لله وقد نجح الكافرون عبر الغزو الفكرى فى صناعة مسلم يؤدى العبادة ويصلى ويشترى من ماله أضحية أو يتصدق أو يحج ولكن عقله وفكره ليس خالصا لله فهو يرى التحرر من قيود الشريعة وأن الحدود تشدد وان الجهاد كان قديما وبعضهم يراه توحشا....
وآخرون عندما يسمعون الحاكمية لله تحمر وجوههم غضبا ويفرحون بالتحرر ويصفون الإلتزام بالقرآن والسنة بالتشدد فهؤلاء تجد الكافرون يرحبون بهم ويفتحون لهم الابواب....
أما إن كان المسلم ملتزما بالشريعة وقيودها ولا يداهن فى دينه فالكافرون وكل من والاهم يكرهونه لذلك قال الله مخلصين له الدين اى فى كل ما أمر الله به بدون تحريف ولو قيد انملة... اى مطلوب من العبد ان يمتثل كله لله فكره وعقله وعبادته وحياته كلها ولايفرق، ولا ببالى بأى كاره لامتثاله والشاهد أن الكافرين يكرهون كل المخلصين لله ويكيدون لهم ويدبرون لهم المؤامرات ويحاربونهم سرا وعلانية لذلك قال الشيخ السعدى فى تفسيره{فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}. أي: أخلصوا للّه تعالى في كل ما تدينونه به وتتقربون به إليه. {وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} لذلك، فلا تبالوا بهم، ولا يثنكم ذلك عن دينكم، ولا تأخذكم بالله لومة لائم، فإن الكافرين يكرهون الإخلاص لله وحده غاية الكراهة، كما قال تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.
والله لقد وجدت ذلك واقعا فى حياتى فقد وجدت من يلوى الآيات والأحكام ويجعلها غير صافية لله فينهال الترحيب له من الكافرين ووجدت من يخلص لله فى أحكامه وقرانه وسنة نبيه فوجدت الكافرين ينهرونه ويعادونه ويكرهونه لذلك، كان التهليل فى عشر ذى الحجة هو أفضل الذكر وقد ثبت في الصحيح عن ابن الزبير; أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول عقب الصلوات المكتوبات: «لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون».
اللهم اجعلنا من المخلصين لك ولو كره الكافرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه : ممدوح اسماعيل