نحو تجديد العقل المسلم - (14) نحو تجديد العقل المسلم
الإخفاق أو الفشل لا يعيب المسلم ولا يطعن في تقواه، إنما الذي يعيب هو عدم مراجعة الفشل والإصرار على استصحاب أخطاء الأمس إلى اليوم وأخطاء اليوم إلى الغد
الإخفاق أو الفشل لا يعيب المسلم ولا يطعن في تقواه،
إنما الذي يعيب هو عدم مراجعة الفشل والإصرار على استصحاب أخطاء الأمس إلى اليوم وأخطاء اليوم إلى الغد، بحجج واهية من الالتزام بأصول أو تشكيلات حركية، هي مجرد اجتهادات مباركة لرواد سابقين للعمل الإسلامي ناسبت عصرهم، وتحديات عصرهم.
وبرغم بداهة فكرة مراجعة أي إنسان لأعماله وإجراء جرد حساب لمكاسبه وخسائره، ونجاحه وإخفاقه، فإن هذه المراجعة اللازمة كانت محدودة جدا، وغائبة في أكثر الأحوال، مما راكم الأخطاء وجعل بعض أساليب وأشكال الاجتهادات الحركية مقدسات لا تمس، وحتى أصبح أدنى تساؤل أو أقل مراجعة يعتبر فتح باب فتنة أو تشكيكا في الأصول أو هدما للمكتسبات أو انتقاصا لجهود المؤسسين والرواد.
عندما تساءل بعض أكابر الصحابة الكرام واندهشوا من وقوع هزيمة أحد برغم تقواهم وصلاحهم، وبرغم كفر عدوهم، جاء التفسير القرآني حاسما (قل هو من عند أنفسكم) بلا حساسية أو مداراة، في مراجعة عميقة ومفصلة لجيل القدوة، فكيف بنا - وحالنا هو ما نعرف - نأنف من هذا ونتردد فيه؟
- التصنيف:
- المصدر: