التحرير وقطيع الخراف
ما حدث اليوم في ميدان التحرير قرأته في صِغري في أحد حكايات ابن الجوزي المعبرة والشيقة، فقد حكي عن شبل صغير ضل عن والديه في أطراف الغابة، فالتقطه راعي غنم وضمه للقطيع، وشب الشبل بين الغنم فتعلم منهم وتربي على أخلاقهم وصار كواحد منهم..
ما حدث اليوم في ميدان التحرير قرأته في صِغري في أحد حكايات ابن
الجوزي المعبرة والشيقة، فقد حكي عن شبل صغير ضل عن والديه في أطراف
الغابة، فالتقطه راعي غنم وضمه للقطيع، وشب الشبل بين الغنم فتعلم
منهم وتربي على أخلاقهم وصار كواحد منهم، حتى كان يوميا ومر موكب
للأسود بأطراف الغابة فراعهم هذه المشهد الغريب حيث أسدًا يجري خوفا
من أحد الكباش، ويلهو وسط الخراف كأنه أحدهم، وحيت عاتبه الأسود على
سلوكه المشين فكيف بأسد هصور يلهو ويرعى وسط الخراف، بهت أسدنا وراح
يدافع عن نفسه بأنه لم يكن يوماً أسد وهو ليس سوى خروف صغير وسط قطيع
الخراف، فتقدم منه أسد حكيم وقال له: يا بني لقد نسيت من أنت لكن
صدقني هذه الخراف تعرفك أكثر منك..
فإذا أردت أن تعرف حقيقتك فاذهب وسطهم وأزأر بأعلى صوتك، فتقدم الأسد
ووقف وسط قطيع الخراف ونظر إلى الخراف حوله ورفع صوته فهز أزيره
الجبال وفرت الخراف رعبا وفزعا منه فدهش الأسد ونظر إلى نفسه من جديد
كأنه يراها لأول مرة، فقد أيقن أنه أسد ينتمي لموكب الأسود وليس حملا
في قطيع الخراف.
انتهت الحكاية وانتهت معها -بإذن الله- حيرة الأسد الذي عرف حقيقته
ونفض عن نفسه غبار حظيرة الخراف.
- التصنيف: