روائع الحكمة (4-5)
خالد سعد النجار
قال بشر بن الحارث: "قيل لسفيان: أيكون الرجل زاهداً، ويكون له مال؟، قال: نعم؛ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر".
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
الحكمة روضة غناء عامرة بخبرات البشر وتجارب أهل العقل والفطنة .. إنها تختزل للبشرية مسيرات من الجهد والعرق وتهديها لأبنائها طيبة صافية نقية، ومن نعمة الله على العبد أن يرى الحق حقا ويرزقه إتباعه، ويرى الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه، فكم من مطالع لفكرة لا يستفيد منها ولا تتحرك لها همته، والسعيد من انتفع بعصارة تجارب الحكماء والعلماء، ولذلك رأيت أن أجمع ما وقت عليه عيني من روائع الحكم، لتنتفع بها نفسي وإخوتي من أهل الإسلام والإحسان، سائلا المولى تبارك وتعالى أن يبارك في الجهد ويثمر ثمرات يانعة تطيب بها نفس البلاد والعباد.
- حسن الظن
أحس رجل بأن عاملا فقيرا يمشي خلفه.. فقال الرجل في نفسه: "هؤلاء الشحاذيين دائما يلاحقوننا ليطلبوا مزيدا من المال..!" فقال العامل الفقير للرجل: عفوا يا سيدي.. محفظتك سقطت منك.. "فلنحسن الظن بالآخرين"
- قالوا :
- المجد قمة لا يصلها إلا الشجعان الميامين أما الجبناء فإنهم يتساقطون عند الدرجات الأولى ويتحطمون.
- الجمال هو طهارة القلب ونقاء الضمير وعفة النظر.
- الجمال الجسدي ليس شيئا إذا قورن بجمال العقل.
- إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة فالمرأة الفاضلة كنز.
- أصعب من علم الكلام فن الصمت.
- المخلص لربه كالماشي على الرمل الناعم لا يسمع صوته ولكن يرى أثره.
- الحياة أقصر من أن نفنيها بالتوافه.
- من مواعظ الإمام سفيان الثوري
1- أصلحْ سَرِيْرَتَك يصلح اللهُ علانيتَك، وأصلح فيما بينك وبين الله يصلحِ الله فيما بينك وبين الناس، واعمل لآخرتك يكفِك الله أمر دنياك، وبع دنياك بآخرتك تربَحْهما جَميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.
2- اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، و للآخرة بقدر بقائك فيها.
3- يأتي على الناس زمان تموت القلوب، وتحيى الأبدان.
4- ما أحسن تذلل الأغنياء عند الفقراء، وما أقبح تذلل الفقراء عند الأغنياء.
5- ما عالجت شيئاً أشد علي من نفسي؛ مرة عليَّ، ومرة لي.
6- قال بشر بن الحارث: "قيل لسفيان: أيكون الرجل زاهداً، ويكون له مال؟، قال: نعم؛ إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر".
7- احذر سخط الله في ثلاث: احذر أن تقصر فيما أمرك، احذر أن يراك وأنت لا ترضى بما قسم لك، وأن تطلب شيئاً من الدنيا فلا تجده أن تسخط على ربك.
8 - لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحاً، وحزناً، وشوقاً إلى الجنة، أو خوفاً من النار.
9- ثلاثة من الصبر: لا تحدث بمصيبتك، ولا بوجعك، ولا تزك نفسك.
10- إذا زارك أخوك فلا تقل له: "أتأكل؟، أو أقدم إليك؟"، ولكن قدِّم، فإن أكل وإلا فارفع.
11- إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك.
12- لا تتكلم بلسانك ما تكسر به أسنانك.
13- إني لأريد شرب الماء، فيسبقني الرجل إلى الشربة، فيسقينها، فكأنما دق ضلعاً من أضلاعي، لا أقدر على مكافئته.
14- عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة.
15- إلهي؛ البهائم يزجرها الراعي فتنزجر عن هواها، وأراني لا يزجرني كتابك عما أهواه؛ فيا سوأتاه.
16- ما أعطي رجل من الدنيا شيئاً إلا قيل له: خذه، ومثله حزناً.
17- لو أن البهائم تعقل ما تعقلون من الموت - ما أكلتم منها سميناً.
18- إنما مثلُ الدنيا مثلُ رغيفٍ عليه عسلٌ مرَّ به ذبابٌ، فقطع جناحيه، وإذا مر برغيف يابس مرَّ به سليماً.
19- لم أنهكم عن الأكل، ولكن انظر من أين تأكل؛ كيف أنهاكم عن الأكل، والله - تعالى - يقول: { {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} }[سورة الأعراف: 31].
20- لأن تلقى الله بسبعين ذنباً فيما بينك وبينه أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد.
21- إذا هممت بأمر من أمور الآخرة فشمر إليها وأسرع من قبل أن يحول بينها وبينك الشيطان.
22- لا تبغض أحد ممن يطيع الله، وكن رحيماً للعامة والخاصة، ولا تقطع رحمك وإن قطعك، وتجاوز عمن ظلمك تكن رفيق الأنبياء والشهداء.
23- عليك بقلة الأكل تملك سهر الليل، وعليك بالصوم فإنه يسد عليك باب الفجور، ويفتح عليك باب العبادة، وعليك بقلة الكلام يلين قلبك، وعليك بالصمت تملك الورع.
24- لا تكن طعاناً تنجُ من ألسنة الناس، وكن رحيماً محبباً إلى الناس.
25- عليك بالسخاء تسترِ العورات، ويخففِ الله عليك الحساب والأهوال.
26- عليك بكثرة المعروف يؤنسك الله بقبرك، واجتنب المحارم تجدْ حلاوة الإيمان.
27- ارض بما قسم الله تكن غنياً، وتوكل على الله تكن قوياً.
من كتاب «مواعظ الإمام سفيان الثوري» للشيخ صالح الشامي
- روائع الدرر
رؤوس النعم ثلاثة: فأولها عمة الإسلام التي لا تتم نعمة إلا بها، والثانية نعمة العافية التي لا تطيب الحياة إلا بها، والثالثة نعمة الغنى التي لا يتم العيش إلا بها.
وأولى الناس بالرحمة ثلاثة: البر يكون في تدبير الفاجر، فهو الدهر حزين لما يرى ويسمع. والعاقل يكون في تدبير الجاهل، فهو الدهر متعب مغبون، والكريم يحتاج اللئيم فهو خاضع ذليل.
وأسباب الفتن ثلاثة: عين ناظرة، وصورة ناضرة، وشهوة قادرة.
والكمال في ثلاثة: الفقه في الدين، وبر الوالدين، وحس تدبير المعيشة.
[إحياء التراث فيما جاء في عدد السبع والثلاث]