السيرة النبوية - (2) عمله بالرعي والتجارة
لم يكن النبي منذ صباه عالة على غيرة، بل كان يأكل من عمل يده، فالعمل يدخل في تكوين شخصية الإنسان ومشاعره وثقافته، ويجعله ذا قوة وإرادة، ويبرز ما فيه من طاقات وقدرات.
لم يكن النبي منذ صباه عالة على غيرة، بل كان يأكل من عمل يده، فالعمل يدخل في تكوين شخصية الإنسان ومشاعره وثقافته، ويجعله ذا قوة وإرادة، ويبرز ما فيه من طاقات وقدرات.
وقد ترك عبدالله بن عبد المطلب بعد وفاته مالاً قليلاً، هو خمسة جمال وقطعة غنم، وجارية هي أم أيمن، وتدعى (بركة)،وكانت حاضنة النبي قبل أن يذهب مع (حلمية السعدية).
ولا ندري شيئا عن هذه الثروه المتواضعة، إلا ان تكون قد أنفقت على تربيته، وعلى امه امنة، فنشأ بعد ذلك أقرب إلى الفقر أو الكفاف، فقد كان جده عبد المطلب وعمه ابو طالب يقومان على السقاية والرادة، كانت هذة المسؤلية تستنفد ما يحصلان عليه من تجارة وكسب قليل، وكان أبو طالب كثير العيال، وكانت رحلاته التجارية محدودة، ويبدو أنه لم يصادف ربحا كثيراً.
وكان محمد صلى الله عليه وسلم عليه أن يكسب من عمل يده، فرعى الغنم في طفولته المباركة في بني سعد مع أخية في الرضاعه "عبدالله بن حارث"، ثم راعاها ( في مكان قريب من الصفا يدعي أجياد)، مقابل قراريط، وقال رسول الله «ما بعث نبي إلا رعى الغنم» فقال له اصحابه وأنت يا رسول الله؟ قال «وأنا رعيتها لأهل مكه على قراريط».
ورعي الغنم إلى جانب كونه مهنة الأنبياء، فإنه يعمق في النفوس صفة الوداعه والرحمه واليقظه والأمانه، ويعمل على أنطلاق التفكير، والتدبر والتأمل في خلق الله وعظيم قدرته.
وعندما شارف النبي سن الشباب تطلع عمه إلى البحث عن عمل من أجله يناسب قدراته ويحقق له رزقا أوسع، وجدد بغيته في مهنتة التجارة التي مارسها آباؤه وأشراف قومه، وأخذ يؤهله ويدربه على ممارستها منذ بلغ الثانية عشر، فأصطحبه معه في رحلته التجارية الي الشام، ويبد انها كانت الرحله الوحيده التي خرج فيها محمد مع عمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف/ أ.د هاشم عبد الراضي
تلخيض/ فريق إسلام واي
- التصنيف:
- المصدر: