(7) ارفع لها بالفكرة أعلام الآخرة
محمد حسين يعقوب
ارفع لنفسك أعلام الآخرة حتى تستقيم .. ذكر هذه النفس التي تشتهي شيئا دنيويا بعظمة الجنة .. ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
- التصنيفات: التوبة - الطريق إلى الله -
أرها الجنة والنار .. اجعلها تشاهد من أمامك في الطريق .. إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين .. ارفع لنفسك أعلام الآخرة حتى تستقيم .. ذكر هذه النفس التي تشتهي شيئا دنيويا بعظمة الجنة .. ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. إذا اشتهت نفسك الملابس ذكرها بقول الله سبحانه وتعالى: {ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا* ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير* قواريرا من فضة قدّروها تقديرا* ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا* عينا فيها تسمّى سلسبيلا* ويطوف عليهم ولدان مخلّدون إذا رأيتهم إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا* وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيما وملكا كبيرا* عليهم ثياب سندس من خضر واستبرق وحلّوا أساور من فضة وسقاهم ربّهم شرابا طهورا* إنّ هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا} [الانسان:14 - 22].
تعرض على نفسك هذه الآيات وأمثالها .. قل لها: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا، لا يستوون* أمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنّات المأوى نزلا بما كانوا يعملون* وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذّبون} [السجد: 18 - 20].
قل لها: يا نفس .. هذا طريق الصلاة .. طريق المسجد .. طريق الصيام .. طريق القيام .. طريق الذكر .. طريق تلاوة القرآن ..
هذا هو الطريق أمامك .. فيه محمد صلى الله عليه وسلم .. سبقك في هذا الطريق أبو بكر وعمر .. عثمان وعلي .. طلحة والزبير .. عبدالله بن مسعود وعبدالرحمن بن عوف .. عبدالله بن عباس ومعاذ بن جبل .. أمامك فيه أبوذر وأنس .. ياسر وعمّار .. أمامك في الطريق العلماء والكبراء والعظماء من عباد الله الصالحين القانتين المتقين ..
أما الطريق الآخر .. طريق الشهوات والزنا .. الخمر والنساء .. اللعب والتفلت .. أمامك الطريقان يا نفس .. فاختاري ما تريدين ..
أتريدين طرق أبي بكر وعمر .. ؟ أم طريق أبي جهل وأبي لهب .. ؟ تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة .. ؟
اختاري لنفسك أيتها النفس .. ولكن اعلمي أنّ أكثرنا قد يمضي الى المعاصي لجهله بالجنة .. أو لجهله بالطريق الموصلة إليها ..
فإذا أردت أن تعرف الطريق الى الجنة .. فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يدللك عليها .. وإذا أردت الابتعاد عن طريق الهالكين فاسأله سبحانه وتعالى وعز وجل أن يهديك سواء السبيل ..