مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ
{كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ (39)} [المعارج]
{كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ} :
ليتفكر كل مكذب معاند لله في بداية خلقه من ماء مهين ضعيف القدر والبنية , أليس من سواه من هذا الماء بقادر على إعادته بعد موته وحسابه, ومن يقدر على كل هذا ألا يستحق الطاعة والإذعان لأوامره طالما يملكك ويملك كل ما حولك وله القوة المطلقة والمشيئة النافذة؟
قال تعالى:
{كَلَّا ۖ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ (39)} [المعارج]
قال ابن كثير في تفسيره:
ثم قال تعالى مقررا لوقوع المعاد والعذاب بهم الذي أنكروا كونه واستبعدوا وجوده ، مستدلا عليهم بالبداءة التي الإعادة أهون منها وهم معترفون بها ، فقال ( {إنا خلقناهم مما يعلمون} ) أي : من المني الضعيف ، كما قال : ( {ألم نخلقكم من ماء مهين} ) [ المرسلات : 20 ] . وقال : ( {فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر } ) [ الطارق : 5 - 10 ] .
وقال السعدي في تفسيره:
قال: { { كلَّا} } [أي:] ليس الأمر بأمانيهم ولا إدراك ما يشتهون بقوتهم.
{ {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ } } أي: من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب، فهم ضعفاء، لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: