إلى الأخوة الفلسطينيين.. ناصروا حماة الجريحة
ملفات متنوعة
إن مظاهرات حاشدة في غزة وفي الضفة تناصر أهل حماة خصوصا وأبناء سورية
عموما في محنتهم البليغة وفي مواجهتهم لجرائم ضد الإنسانية يقترفها
نظام دموي حاقد، ستنزع عن هذا النظام ورقة الممانعة والمقاومة الزائفة
والتي يستخدمها غطاءا وسترا لجرائمه...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
للقضية الفلسطينية في قلوب الحمويين والسوريين مكانة مميزة،
ولجراحاتها ومعاناتها في ضمائرهم وقعا أليما وتضامنا مكينا، في حين
كانت هذه القضية سلعة يتاجر بها كثير من المرتزقة والوصوليون وتجار
الدماء.ولعل مواقف المعارضة السورية الواضحة والمبدئية - وإن اختلفت
أطيافها وتوجهاتها- من القضية الفلسطينية هو واحد من أهم أسباب التردد
الدولي والإقليمي في إدانة جرائم نظام الأسد ضد الإنسانية في حماة
ودرعا وتل كلخ ودير الزور وغيرهم.
لقد وصل نظام الأسد ورفاقه إلى الحكم تحت لافتات تحرير فلسطين
وانتهكوا الكرامات وتجاوزا على الحرمات باسمها وتحت ذريعة تحريرها
وسنوا القوانين المتعسفة وحكموا بالطوارئ لأنهم زعموا أن لا صوت يعلوا
على صوت المعركة. فكان أن أضاعوا الجولان ودمروا مقومات الوطن وعبثوا
بجيشه الوطني وأمعنوا في استهداف المقاومة ثقافة ونهجا وسلوكا من خلال
الفساد والقمع والقهر وتغييب المواطن عن دوره الإنساني والوطني
والقومي.
بعد عقود من قرع طبول الحرب وإعلام تخوين الآخرين، وبعد أن أغرقونا
بشعارات الصمود والتصدي، وبعد أن أنفقوا جزءا كبيرا من موارد الوطن في
إعداد وتجهيز الجيش العقائدي، تسول النظام سلامه الاستراتيجي من
إسرائيل ورأينا من بعد دباباته ومدفعياته تعلن الحرب على مواطنيه وتدك
حماة ودرعا والعديد من المدن والبلدات السورية. وحين وجه بشار رسالة
مؤخرا تهنئة للجيش السوري بذكرى عيده وهو يجتاح مدينة حماة مشيدا
بانتصاراته وبطولاته في داخل الوطن، شدد في الوقت نفسه على "تحرير"
الجولان سلما وسلاما.
إن الشعب السوري والذي يستذكر بكل مرارة مواقف نظام الأسد من القضية
الفلسطينية تاريخيا في تل الزعتر والبدواي ونهر البارد وفي غيرهم وإلى
تسمية واحد من أسوأ فروع التعذيب والأمن بإسم فرع فلسطين، ليتطلع إلى
أشقائه الفلسطينيين بعين الأخوة والمودة متوقعا منهم المناصرة
والمؤازرة في محنته والتي اشتدت دموية وقمعا في هذه الشهر
الفضيل.
وبعيدا عن الحسابات السياسية لقيادات فلسطينية قد ترغمها ظروفها
الصعبة على التردد أو الوقوف مكرهة في مواقف غير حميدة أو رمادية، فإن
الشعب الفلسطيني الأصيل في قطاع غزة وفي الضفة والذي عاني من بطش
الاحتلال وتنكيله هو في طليعة الشعوب العربية والتي يؤمل في دعمها
الصريح لأشقائها السوريين والذين كانوا له وسيبقون نعم الداعم
والنصير.
إن مظاهرات حاشدة في غزة وفي الضفة تناصر أهل حماة خصوصا وأبناء
سورية عموما في محنتهم البليغة وفي مواجهتهم لجرائم ضد الإنسانية
يقترفها نظام دموي حاقد، ستنزع عن هذا النظام ورقة الممانعة والمقاومة
الزائفة والتي يستخدمها غطاءا وسترا لجرائمه وانتهاكاته وصفقاته
السياسية. كما أنها تحي معان التضامن العربي والإسلامي بين شعوب
يجمعها تاريخ ومصير مشترك، وتشد من عضد المستضعفين في سورية، وتبرهن
علي حيوية الشعب الفلسطيني وسعيه الذي لا يعرف الكلل والملل لنيل
حريته واسترداد قراره.
7/9/1432 هـ