وسائل ترقية الهمة - (2) الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله تعالى
اعتراف الشخص بقصور همته وأنه لا بد له أن يطورها ويعلو بها: وهذا أمر أوليّ نفسيّ لا مناص منه في هذا الباب، ومن ثَمّ لا بد أن يعتقد أنه قادر على أن يكون من أهل الهمّة العالية، فهذان الأمران - الاعتراف بقصور الهمّة، واعتقاد إمكانية تطويرها...
فهو المسؤول سبحانه أن يقوي إرادتنا، ويعلي همتنا، ويرفع درجاتنا.
- اعتراف الشخص بقصور همته وأنه لا بد له أن يطورها ويعلو بها:
وهذا أمر أوليّ نفسيّ لا مناص منه في هذا الباب، ومن ثَمّ لا بد أن يعتقد أنه قادر على أن يكون من أهل الهمّة العالية، فهذان الأمران - الاعتراف بقصور الهمّة، واعتقاد إمكانية تطويرها - عاملان مهمان لابد منهما في محاولة تطوير الهمّة، وبدونهما لا يكون الشخص قد خطا خطوات صحيحة.
- قراءة سير سلف الأمة:
أهل الجد والاجتهاد والهمّة العالية، الذين صان الله تعالى بهم الدين، فكم من إنسان قرأ سيرة صالح مجاهد فتغيرت حياته إثر ذلك تغيراً كلياً، وصلح أمره وحسن حاله.
يقول الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله تعالى:
((أعوذ بالله من سير هؤلاء الذين نعاشرهم، لا نرى فيهم ذا همة عالية فيقتدي بها المبتدىء، ولا صاحب ورع فيستفيد منه المتزهد، فالله الله، وعليكم بملاحظة سير القوم، ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم، فالاستكثار من مطالعة كتبهم رؤية لهم ... ولقد نظرت في ثَبَت الكتب الموقوفة في المدرسة سبقني ثلاثون قارئاً، ولم تدركني النوبة إلى العصر).
وهذا الخبر كلما قرأته تعجبت من همة أولئك الأطهار، جعلنا الله منهم.
- مصاحبة صاحب الهمّة العالية:
إذ كل قرين بالمقارن يقتدي، والنظر في أحواله وما هو عليه، وكيف يُختصر له الزمان اختصاراً نافع مفيد.
وهذا من أعظم البواعث على علو الهمّة، لأن البشر قد جُبلوا على الغيرة والتنافس ومزاحمة بعضهم بعضاً، وحُب المجاراة في طبائع البشر أمر لا ينكر.
- مراجعة جدول الأعمال اليومي، ومراعاة الأولويات، والأهم فالمهم:
وهذا أمر مفيد في باب تطوير الهمّة، إذ كلما كان ذلك الجدول بعيداً عن الرتابة
والملل كان أجدى في معالجة الهمّة، ومثال ذلك شخص اعتاد أن يزور أقاربه أو صحبه كل يوم، ويقضي الساعات الطوال معهم بغير فائدة تذكر، فمراجعة مثل هذا الشخص لجدول عمله تفيده أيما فائدة بحيث يقلل من تلك الزيارات لصالح أعمال أخرى تعود على همته بالفائدة.
- التنافس والتنازع بين الشخص وهمته:
أعني بهذا أن على مريد تطوير همته أن يضيف أعباءً وأعمالاً يومية لنفسه لم تكن موجودة في برنامج حياته السابق, بحيث يحدث نوع من التحدي داخل الإنسان لإنجاز ما تحمله من أعباء جديدة, ويجب أن تكون هذه الإضافة مدروسة بعناية وإحكام حتى لا يصاب الشخص بالإحباط واليأس.
- الدأب في تحصيل الكمالات والتشوق إلى المعرفة:
فمن استوى عنده العلم والجهل، أو كان قانعاً بحاله وما هو عليه فكيف تكون له همة أصلاً, قال ابن حجر رحمه الله يصف حال الإمام جلال الدين البُلْقِينيّ:
ما رأيت أحداً ممن لقيته أحرص على تحصيل الفائدة منه, بحيث إنه كان إذا طرق سمعَه شيء لم يكن يعرفه لا يقر ولا يهدأ ولا ينام حتى يقف عليه ويحفظه, وهو على هذا مكب على الاشتغال, محب في العلم حق المحبة).
وقال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز:
((إن نفسي تواقة، وإنها لم تُعط من الدنيا شيئاً إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أُعطيَت ما لا أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل منه - يعني الجنة -
- التصنيف:
- المصدر: